اعتبر مثقف سوري بارز اقامة "دولة قانونية وطنية" مدخلاً للخروج من "اشكالية المرحلة الانتقالية" التي تمر فيها سورية، داعياً المثقفين والاعلاميين الى المشاركة في "انجاز المهمة التاريخية التي يقودها الرئىس الشاب الدكتور بشار الاسد"، باعتبار ان انجازها "في الوقت المناسب قد يعطل ما لا يحصى من احتمالات نشوء فتيل ناري ما". وقال الدكتور طيب تيزيني في مقال نشرته امس صحيفة "الثورة" الحكومية ان "المرحلة الانتقالية" التي تمر بها سورية "تمتلك مجموعة من السمات العامة والخاصة بينها: التعقيد، وتعددية الاحتمالات والآفاق، وتعددية المرجعيات في مؤسسة او اخرى، بروز ظاهرات معيقة او محفزة او حائرة او محايدة وغيرها"، لافتاً الى "ان السلطة السياسية الفطنة في مثل تلك المرحلة الانتقالية تضع في حسبانها، يداً بيد مع الفئات الشعبية والمثقفين والسياسيين الوطنيين المستنيرين". وكان لافتاً ان تنشر "الثورة" هذا المقال، ذلك ان الصحيفة بدأت بعد تسلم محمود سلامة رئاسة تحريرها باجراء بعض التغييرات في الشكل والمضمون يسمح بهامش نقدي وجدلي اوسع. ونشرت الصحيفة امس في صفحتها الاخيرة استبياناً بحثياً يقدم فيه القراء آراءهم بالجريدة وما يتوقعون منها. وحض الدكتور تيزيني على "مواجهة الاسئلة التي تطرحها علينا مرحلة الانتقال، بروح نقدية موضوعية بناءة تقر بالخلاف في الفهم والتقويم، انما تحت سقف الوطن والمشاركة في الاجابة عن مسائله نظراً وتطبيقاً"، محذراً من "المشكلة الفظيعة المتمثلة في دعوة مجموعات من السياسيين والمثقفين الى اضعاف الدولة لصالح مؤسسات اجتماعية مدنية"، ذلك ان بعض اطراف هذه المجموعات لم يدرك عدم وجود دولة مؤسساتية - قانونية مقابل تشكيل "سلطات اخرى واجهزة اخرى قدمت نفسها بديلاً عنها دولة القانون طوال عقود من الزمن". وكان كلام تيزيني بمثابة ردّ على دعوات النائب رياض سيف ومثقفين آخرين بينهم ميشيل كيلو وانطون المقدسي الى اقامة مجتمع مدني في سورية. واكد ان المطلوب حالياً هو "تأسيس الدولة الحقيقية القادرة على ابتلاع ما يدخل في نطاق سلطات واجهزة امنية تحاول الخروج عليها". وزاد ان اقامة دولة القانون "في سياق عملية الاصلاح والتحديث التي يقودها الرئىس الشاب تمثل امراً هائلاً بالمقياس التاريخي". وبعدما لاحظ "من القوى العاتية ما يجعلنا نلح على التأسيس لتلك الدعوات الاصلاحية التحديثية"، ختم تيزيني بالقول: "ان الاقدام على انجاز المهمات التاريخية في الوقت المناسب قد يعطل ما لا يحصى من احتمالات نشوء فتيل ناري ما".