افتتح وزير الشؤون البلدية والزراعة القطري علي بن محمد الخاطر "مؤتمر الخليج الخامس للمياه" الذي بدأ اعماله في الدوحة امس برعاية ولي العهد الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني. وقال الخاطر ان دول مجلس التعاون الخليجي تفتقر الى المصادر المتجددة للمياه، منبّهاً الى ان المشكلة التي تواجهها هي "السحب الزائد من الحوض الجوفي"، الذي بلغ حالياً في قطر 300 مليون متر مكعب سنوياً. ولوحظ ان الوزير القطري الخاطر الذي اشار الى ان دول المجلس "تفتقر للمصادر المتجددة من المياه" لفت الى ان موارد هذه الدول في هذا المجال هي "المياه الجوفية ومياه التحلية ومياه الصرف المعالجة" ونبّه بوضوح على سبيل المثال الى ان "المشكلة التي تواجهنا في قطر هي السحب الزائد من الحوض الجوفي الذي بلغ حالياً حوالى 300 مليون متر مكعب سنوياً". وهذا معناه ان الاستهلاك "الفوضوي" للمياه احد وجوه الازمة خصوصاً ان قطر، مثلاً، توفر خدمات الماء والكهرباء مجاناً للمواطن ويدفع الاجانب المقيمون رسوم الاستهلاك. وجاءت أشد التحذيرات من "الوضع المائي الصعب" في دول المجلس على لسان الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية عجلان الكواري الذي شدد على ان الدول الست "من أفقر دول العالم بالمياه السطحية وقلّة المياه الجوفية". وكشف احصاءات مهمة تثير المخاوف لدى اهل الخليج الذين يركنون حالياً الى "تحلية المياه" وربما استيرادها مستقبلاً بكميات اكبر. وقال الكواري ان الطلب على المياه في الدول الست ارتفع من 6 بليون متر مكعب عام 1980 الى 25 بليون متر مكعب عام 1995، ولفت الى ان القطاع الزراعي "مستهلك رئيسي للمياه الجوفية وبنسبة تصل الى 85 في المئة من مجموع الاستهلاك". واوضح ان دول المجلس تعاني حالياً من "عجز مائي يبلغ حوالى 15 بليون متر مكعب يتم تغطيته من المياه الجوفية غير المتجددة" وان "العجز سيرتفع مع بداية عام 2025 الى اكثر من 31 بليون متر مكعب" وأقرّ بأن "اعتماد دول مجلس التعاون على تحلية مياه البحر اصبح خياراً اساسياً لكن هذا الخيار تكتنفه صعوبات تواجه صناعة التحلية من النواحي الفنية والاقتصادية" محذّراً من "الهدر الكبير" في الاستهلاك.