} اتهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة نقابة عمال المحروقات والطاقة ب "الخيانة"، واصفا الإضراب الشامل الذي شل الجزائر الثلثاء بمثابة "طعنة خنجر في الظهر". ولمح إلى وجود تحالف مع "جهات أجنبية" تريد ضرب استقرار البلد "كلما لوحت في الأفق بوادر الأمل". اعرب الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، في ختام زيارته لمناطق الإنتاج النفطي جنوب البلاد، مساء الأربعاء، عن غضبه الشديد من تصريحات مسؤول فيديرالية عمال المحروقات والتي تضمنت تهديدا بغلق أنابيب الغاز على أوربا في حال تنفيذ الحكومة لبرنامج الإصلاحات في قطاع النفط. وكانت الحكومة أعلنت برنامجا جديدا لتطوير القطاع يرتكز على فصل الثروات الباطنية عن مؤسسات "سونطراك" التي تتولى إحتكار التنقيب وتكرير المحروقات منذ تأميم هذه الصناعات في 24 شباط فبراير1971. و قارن بوتفليقة بين الإضراب الذي نفذه نحو 500 ألف عامل وخلق فوضى أمام محطات البنزين وعلى الطرقات وما تعيشه البلاد منذ سنوات من أعمال عنف دموي. وقال "ان الجزائر في غنى عن هؤلاء المخربين الذين يستندون إلى مراجع أيديولوجية أخرى و إلى الذين دمروا ما دمروا بالإضافة إلى القتلى المئة ألف و المليون منكوب و العشرين مليون دولار من الخسائر ... لا أحد له الحق في أن يكون ضمير الشعب الجزائري و لا وصيا على ثرواته". ولتأكيد رفضه التعامل مع نقابة العمال في ما يتعلق بتحديد مصير القطاع الحكومي بما في ذلك مصانع تكرير النفط، قال الرئيس الجزائري "ليس لأي فئة اجتماعية ولا حزب و لا شخص الحق في احتكار تقرير مصير الشعب الجزائري. فالوضع قد تغير والمهم اليوم سيادة الشعب و دولة القانون لا غير". ورأى بوتفليقة أن "تأمين التموين في مجال المحروقات مع الشريك و المستهلك هو أول شرط قبل أي مناقشة"، مهددا بأنه لن يبقى مستقبلا مكتوف اليدين في حال لجوء فيديرالية عمال المحروقات إلى إضراب جديد. وفي رد مباشر على تصريحات بوتفليقة، دافع الاتحاد العام للعمال الجزائريين المركزية النقابية عن تصريحات أمينها الوطني المكلف قطاع المحروقات والطاقة السيد محمد لخضر بدر الدين. وقالت أنه "كان دوما حريصا على المصلحة الوطنية و مصداقية الجزائر". ونشرت "وكالة الأنباء الجزائرية" الرسمية تصريح للنقابة، فجر الخميس، نفت فيه أن تكون قد هددت بغلق أنابيب الغاز على أوربا في حال عدم استجابة الحكومة لشرطها رفض مشاريع خصخصة هذا القطاع الإستراتيجي. وذكرت أن ما نسبه اليها في تصريحات الرئيس الجزائري "ادعاءات تهدف إلى المساس بمصداقية بلادنا و منظمتنا". وكانت المركزية النقابية للعمال د دعمت الرئيس الجزائري في الانتخابات الرئاسية االعام 1999، وبررت دعمها السياسي ب"تطابق في البرامج"، لكنها لوحت في الأشهر التالية بالدخول في إضراب يشمل مختلف القطاعات في حال تنفيذ "سياسة ليبرالية متوحشة". إلى ذلك لا تزال محطات البنزين تشهد طوابير طويلة بسبب مخاوف أصحاب السيارات من حدوث أزمة جديدة بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس ضد نقابة عمال المحروقات. ولتنظيم حركة المرور أمام هذه المحطات، انتشرت فرق أمن الطرقات لضمان عدم تكرار الفوضى التي هزت أبرز طرقات الجزائر العاصمة مساء الاثنين والتي شلت الطرقات المؤدية إلى المدينة.