تجدد السجال في مجلس النواب اللبناني وفي الشارع حول الوجود العسكري السوري، فيما شهدت العاصمة اللبنانية محادثات مع مسؤولين عرب وأجانب، من الرئيس البلغاري بيتر ستويانوف إلى وزير الخارجية الايراني كمال خرازي ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد ووزير الاعلام الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان. راجع ص3 و5 و6 وشهدت جلسة المجلس مداخلات لنواب معارضين انتقدوا الموقف الرسمي الداعم للوجود العسكري السوري، فيما رد عليهم نواب آخرون. وتساءل النائب ألبير مخيبر عن شرعية وجود الجيش السوري وأسباب تشبث الحكومة به، مطالباً بانسحابه، بينما دعا النائب بطرس حرب الى عدم تجاهل ملف الوجود السوري وفتحه جدياً، ورأى النائب نسيب لحود ان الاصلاح الاقتصادي يتلازم مع تصحيح العلاقات اللبنانية السورية. وانتقدت النائبة نائلة معوض انتشار الجيش اللبناني في شوارع العاصمة في مواجهة تحرك طلاب "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه العماد ميشال عون، الأسبوع الماضي. ورد نواب فاعتبر ناصر قنديل ان "الذين يزايدون علينا اليوم سيسابقوننا في الحديث عن ان الرئة التي يتنفس بها لبنان هي سورية"، كما علق النواب وجيه البعريني وسامي الخطيب وعلي الخليل الذي أيد موقف الحكومة من الوجود السوري، علماً أنها تعتبره شرعياً وضرورياً وموقتاً. ورأى النائب قاسم هاشم ان "بعضهم لا يريد ان يغير نظرته الى العدو". في غضون ذلك، شهدت منطقة اليونيسكو أمس تظاهرة للأحزاب الحليفة لسورية، رداً على تحرك الطلاب "العونيين" الأربعاء الماضي في ذكرى 14 آذار مارس. ورفع طلاب هذه الأحزاب لافتات ضد عون، اتهمته بارتكاب مجزرة قصف مدنيين في اليونيسكو في 14 آذار، الذي اطلق فيه "حرب التحرير" ضد السوريين عام 1989، وأيدوا الوجود السوري بهتافات للرئيس بشار الأسد. ورد "التيار الوطني الحر" على تحرك الأحزاب ببيان اتهم القوات السورية بأنها هي التي قصفت تلك المنطقة عام 1989، مكرراً اقتراحه تشكيل لجنة للتحقيق بما حصل.