تواجه وزارة الزراعة والمياه السعودية مشكلة في حصر الاصابات بين الماشية بمرض "الحمى القلاعية" الذي اعلن عن اكتشافه في البلاد هذا الاسبوع. وفي الوقت الذي اعلن الوزير عبدالله المعمر اكتشاف 10 حالات في ثلاث مناطق سعودية، ذكرت الصحف المحلية امس ان الحالات تتجاوز 400 حالة، وربما "أكثر بكثير". وقال مصدر في وزارة الزراعة السعودية ل"الحياة" ان وزارته تواجه مشكلة في قلة عدد المفتشين الصحيين "اذ يتوجب علينا تغطية آلاف المزارع الخاصة، وبعضها غير مسجل او معروف لدينا، وملاحقة الرعاة في الصحراء ورؤوس الجبال، وهو أمر لن يتيسر من دون مساعدة اصحاب المواشي انفسهم، نحن نعيش على مساحة شاسعة جداً". وأوضح ان الجزم بأعداد الاصابات حاليا "أمر صعب"، لافتا الى ان القضية نفسها واجهتها الوزارة خلال حصر حالات حمى الوادي المتصدع في جنوب السعودية خلال العام الماضي. وحظرت السعودية استيراد الماشية واللحوم من كل بلدان الاتحاد الاوروبي والخليج العربي والصين وتايوان وايران والهند وباكستان والارجنتينوتركيا. ومعظم هذه الدول لا يعتبر من المصادر الاساسية للماشية الحية باستثناء تركيا، فيما تعد الارجنتين واوروبا من اهم مصادر اللحوم المبردة والمجمدة خصوصا اللحوم البقرية. ووعدت وزارة الزراعة السعودية مربي الماشية بتعويضهم عن قطعانهم المصابة التي سيتم اعدامها في حال الابلاغ عنها، إلا ان استجابة المزارعين ومربي الماشية لا تزال ضعيفة نسبياً، خصوصاً ان الوزارة لم تصرف لهم تعويضاتهم عن خسائر "حمى الوادي المتصدع" رغم مرور بضعة أشهر عليها. وتعد الحمى القلاعية ثاني ضربة تتلقاها سوق المواشي واللحوم الحمراء في البلاد خلال أقل من عام بعد انتشار مرض حمى الوادي المتصدع بين الاغنام في الفصل الثالث من العام الماضي. واستوردت السعودية خلال الربع الثالث من العام الماضي 1.5 مليون رأس من الماشية تبلغ قيمتها نحو 100 مليون دولار، فيما استوردت وفقا لاحصاءات رسمية نحو 100 ألف طن من اللحوم المبردة والمجمدة والمجهزة خلال العام 1999. ولاحظت "الحياة" في اسواق الماشية في الرياضوجدة شبه انعدام للزبائن، عصر امس، فيما حافظ التجار على اسعارهم بالنسبة الى الاغنام، وهي اسعار تنخفض في هذا الوقت من السنة الذي يعقب عيد الاضحى المبارك. ونفى التجار ان تكون الاصابات وصلت الى السوق. الى ذلك، قللت شركة المواشي "المكيرش"، اكبر المتعاملين في السوق السعودية، من المضاعفات التي يمكن ان تنتج عن اعلان تزايد اعداد العجول النافقة من جراء اصابتها بمرض الحمى القلاعية. وشدد المدير العام للشركة الدكتور سالم مليباري على عدم ورود معلومات عن عجول مصابة في مدينة جدة، معتبراً ان الاعلان عن اصابات في السعودية لا يعد "مشكلة"، كونها لا تملك ثروة حيوانية كبيرة وبالتالي لن تضطر الى دفع تعويضات كبيرة لمالكي المواشي والعجول المصابة. يضاف الى ذلك ان الدراسات التي اجريت على المرض الذي يصل تاريخ اكتشافه الى نحو 104 أعوام لم تثبت انتقاله للانسان باستثناء أعراض حالة ظهرت على شخص عام 1966 في بريطانيا من دون ان تؤثر في حالته الصحية. وذكر الدكتور مليباري ان اعراض المرض تشبه الانفلونزا التي يتعرض لها الانسان من دون ان تتعدى ذلك. وشدد على ان سوق المواشي السعودية لن تتضرر من اعلان الاصابة بالحمى القلاعية الا اذا أعلنت اصابات في استراليا او نيوزيلندا، فمثل هذا الاعلان "قد" يدعو السلطات الصحية السعودية الى غلق الاستيراد من استراليا ونيوزيلندا وبالتالي حدوث أزمة في سوق المواشي في السعودية.