سلم وزير الخارجية الايرانية كمال خرازي رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود رسالة من نظيره الايراني السيد محمد خاتمي تناولت موقف ايران من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط. ودعا القمة العربية المقرر عقدها نهاية آذار مارس الجاري في عمّان الى دعم الانتفاضة الفلسطينية اقتصادياً. لكن مصادر لبنانية رسمية أبلغت "الحياة" أن من دوافع زيارة خرازي بيروتودمشق استكشاف أجواء القمة العربية خصوصاً لجهة الموقف المزمع أن تتخذه من النزاع على الجزر الإماراتية الثلاث التي كانت إيران سيطرت عليها في سبعينات القرن الماضي، إذ أن موضوعها قد يطرح أثناءها. لكن الوزير الإيراني قلل من أهمية المسألة حين سألته "الحياة" هل للزيارة علاقة بطرح مسألة الجزر قبل القمة؟ فأجاب: "جئنا لقضية اساسية هي دعم الانتفاضة الفلسطينية ولا يجوز الخلط بين قضايا اساسية وقضايا بسيطة". وكان في استقبال خرازي في مطار بيروت وزير الخارجية بالوكالة محمد بيضون. وأكد وقوف بلاده الى جانب لبنان وسورية في مقاومة التهديدات الإسرائيلية. واعتبر "ان لبنان الخط الأول للمواجهة مع العدو الإسرائيلي الذي بات يشكل خطراً كبيراً على المنطقة مع وصول آرييل شارون رئيس حكومة إسرائيل". ودعا القمة العربية الى اتخاذ "مواقف حاسمة وواضحة حيال الاعتداءات الإسرائيلية والبحث عن حل جدي للمشكلات التي يواجهها الشعب الفلسطيني". وأوضح خرازي، بعد لقائه لحود، ان المحادثات كانت "جيدة جداً وعرضنا تطورات المنطقة تفصيلاً، والانتفاضة الفلسطينية وكيف سيكون المستقبل، وهناك نقاط متماثلة جداً في وجهات النظر في ما يتعلق بقضايا المنطقة، وأرى ان من الضروري ان يكون هناك اتجاه جاد وجديد لقضية الشرق الأوسط، لأن الحلول التي طرحت حتى الآن أثبتت انها باءت بالفشل ولم تتمكن من تأمين الحقوق الفلسطينية. واللجوء الى خيار المقاومة في فلسطين هو نتيجة طبيعية للانتصار الذي تحقق في الجنوب ومن واجبنا ان ندعم الانتفاضة، وأن نؤكد ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، باعتبار ذلك حقاً انسانياً أولوياً لهم، واذا تحققت هذه الارادة وهذا الهدف العودة فستتغير المعادلات القائمة في المنطقة. لذا نرى ان اسرائيل لا تقبل بعودتهم، وعلينا البحث عن حل ديموقراطي وعادل لمشكلة الشرق الأوسط". وكرر الدعوة الى "مشاركة جميع الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين ويهوداً من السكان الرئيسيين لهذه الأراضي والمنطقة، في استفتاء عام لتقرير النظام الذي يرتضونه. وكما ان العالم لم يقبل بوجود نظام عنصري في جنوب افريقيا، يجب الا نقبل بوجود هذا النظام في فلسطين. ومن المؤمل ان يتحقق هذا الهدف في النهاية". وبعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ساحة النجمة دعا خرازي الدول الاسلامية الى "دعم لبنان كي يتجاوز مشكلاته الاقتصادية". وأشار الى ان ايران مستعدة للاسهام في اعادة اعمار الجنوب. ورأى وجوب "عدم التراجع امام اسرائيل في ما يتعلق بمياه نهر الوزاني". ولفت الى ان القضايا الخاصة بالمنطقة "يجب ان تخرج من دائرة الاحتكار الأميركي ويفسح في المجال امام المشاركة الأوروبية والروسية ومشاركة الأممالمتحدة لبذل المساعي لايجاد حل لها". والتقى خرازي الوزير بيضون ثم رئيس الحكومة رفيق الحريري. وأعلن ان زيارة نائب الرئيس الايراني حسن حبيبي إلى بيروت واردة ولكن لم تحدد. وقبل ان ينتقل ليلاً الى دمشق عقد اجتماعاً طويلاً مع قيادة "حزب الله" برئاسة أمينه العام السيد حسن نصرالله.