انضمت جماعة "الاخوان المسلمين" في مصر الى معسكر مقاطعي وفد لجنة الحريات الدينية الاميركية قبل وصوله القاهرة بيوم واحد، في حين تنتظر الأوساط السياسية قرار جماعات حقوق الانسان التي لم تعلن موقفاً نهائياً من الزيارة حتى الآن. وأصدرت الجماعة بياناً أمس أعلنت فيه "رفض المهمة التي يقوم بها وفد لجنة الحريات الدينية المنبثقة عن الكونغرس الاميركي والتي تتمثل في اجراء تحقيق بزعم وجود انتقاص للحريات الدينية في مصر". وشدد البيان على أن "الاخوان المسلمين يدينون هذا النهج الاميركي المستفز لحقوق الدول الاخرى وسيادتها"، ولفت الى أن "ليس من المعقول ان تتحول الزيارة الى لجان تحقيق تنتج عنها عقوبات يتخذها الكونغرس الاميركي ضد نظم وحكومات وشعوب مستقلة لها كرامتها وسيادتها". ودعت جماعة "الاخوان" "كل الاحزاب والقوى السياسية وجميع المواطنين المصريين الى مقاطعة هذه اللجنة ومحاصرتها وعدم التعاون معها، ولنا في مصر تاريخ مشرف في هذا الصدد". وزاد البيان أن "شعب مصر مسلمين ومسيحيين يعيشون تحت سماء الوطن في ظل وحدة وطنية صلبة لا تزعزعها مواقف فردية او أحداث طائشة هنا أو هناك". وقال نائب المرشد العام للجماعة المستشار مأمون الهضيبي ل "الحياة" إن "هذه الزيارة تدخل في شؤوننا الداخلية ومساس باستقلالنا، ونحن ندعو الكونغرس للاهتمام بالمسلمين في فلسطين وكوسوفو اذا كانوا يتحدثون عن الحريات الدينية". ودعا الحكومة المصرية الى "تبني موقف واضح ورفض السماح لأعضاء اللجنة دخول مصر". وارتفع عدد المذكرات المقدمة الى البرلمان ضد زيارة الوفد الى خمس اثر إعلان نائب التجمع البدري فرغلي تقديم طلب إحاطة عاجل الى رئيس الحكومة الدكتور عاطف عبيد في شأن "حقيقة التصريحات المنسوبة الى رئيس لجنة الحريات الدينية الاميركي عن تعاون الحكومة المصرية معه لتسهيل مهمة اللجنة". وكان رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد السيد منير فخري عبد النور والنائبان الناصريان حمدين صباحي وكمال أحمد والنائب اليساري ابو العز الحريري تقدموا بمذكرات عاجلة مماثلة الى رئيس الحكومة تطالب بتفسيرات للموقف الرسمي من الوفد الاميركي الزائر وتحذر من استقباله في مصر. وتعقد منظمات وجماعات لحقوق الانسان اجتماعاً تشاورياً لدرس لقاء الوفد الاميركي او مقاطعة كل الفعاليات والانشطة التي سينظمها او يشارك فيها وذلك بعد ان تلقت بعض هذه الجماعات دعوات لحضور حفل استقبال، وجاءت مواقف بقية الاحزاب والقوى السياسية بمثابة عامل ضاغط على قرار الحقوقيين المصريين. من جهة أخرى اعلن مركز"الكلمة لحقوق الانسان" وهو منظمة قبطية أهلية "الترحيب الحار" بزيارة الوفد الاميركي، وبرر موقفه بأن "مسألة حقوق الانسان باتت شأناً دولياً وليست قضية محلية وإلا ما كان لمصر التدخل في مسألة الشيشان أو القضية الفلسطينية".