دمشق - رويترز، أ ف ب - أقر مجلس الشعب السوري البرلمان البروتوكول التنفيذي لانشاء منطقة التجارة الحرّة مع العراق. وشكّل البلدان لجنة من الخبراء لوضع دراسات لانشاء انبوب نفطي جديد بدلاً من القديم الذي "يعاني من مشاكل فنية بسبب الاهمال" الطويل. وأشارت مصادر رسمية الى ان الاتفاق الذي وقع مسودته في دمشق في 13 كانون الثاني يناير الماضي نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ورئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو أقر بالاجماع. ووصف محللون الاتفاق بانه خطوة جديدة على طريق المصالحة بين البلدين تضمنت فتح الحدود البرية والجوية واعادة العلاقات الديبلوماسية عن طريق مكاتب تمثيل عبر السفارة الجزائرية. وقطعت العلاقات الديبلوماسية بين العراق وسورية بعد نشوب الحرب العراقية الايرانية 1980 - 1988 التي عارضتها سورية بشدة ووقفت خلالها مع طهران كما تدهورت بصورة اكبر بعد مشاركة دمشق بقوات التحالف الدولية التي اخرجت القوات العراقية من الكويت عام 1991 الا ان البلدين قررا عام 1997 البدء في علاقات تعاون اقتصادي في اطار اتفاق "النفط للغذاء". وجاءت المصادقة على الاتفاق من قبل مجلس الشعب السوري بعد زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول دمشق ضمن جولة له في المنطقة طالب خلالها بالالتزام بالعقوبات المفروضة على العراق. وقال باول بعد محادثاته مع الرئيس بشار الاسد الاثنين الماضي ان سورية ملتزمة بوضع خط الانابيب الذي يحمل النفط العراقي عبرها الى البحر المتوسط والصادرات النفطية العراقية التي تقدرها مصادر دولية بحوالى 100 الف برميل يومياً تحت رقابة الاممالمتحدة. وأكد مسؤول سوري ان دمشق تحترم القرارات الدولية لكنها تطالب برفع العقوبات المفروضة على الشعب العراقي والتي لم يعد لها أي مبرر بعد كل هذه السنوات الطويلة. الى ذلك، اعلن وكيل وزارة النفط العراقية فائز شاهين امس ان العراق وسورية اتفقا على تشكيل لجنة تقنية مشتركة تضم خبراء وفنيين لوضع الدراسات اللازمة لانشاء انبوب نفطي بين البلدين. ونقلت صحيفة "الزوراء" الاسبوعية العراقية عن شاهين قوله ان هذا الاجراء اتخذ لأن "خط انبوب النفط العراقي - السوري يعاني من مشاكل فنية نتيجة الاهمال الذي اصابه منذ اكثر من عشرين عاماً". وتابع شاهين "ان هذه العيوب كان سببها توقف عمليات تصدير النفط عبر هذا الخط فضلا عن تقادم معداته وانتهاء عمره التشغيلي". وكان وزير النفط العراقي اعلن في نهاية كانون الثاني يناير الماضي ان وزارته تجري حاليا فحوصات للانبوب لمعرفة مدى صلاحيته للاستخدام بعد حملة التصليح في الجانبين العراقي والسوري. وكانت سورية قررت اغلاق الانبوب الذي يصل حقول النفط العراقية في كركوك شمال بميناء بانياس السوري المطل على البحر الابيض المتوسط اثر خلاف مع بغداد على موقف سورية المؤيد لايران خلال الحرب العراقية الايرانية 1980-1988. ويعتقد مراقبون ان هذا الانبوب اعيد تشغيله في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، بينما اكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية الاثنين ان سورية ابلغت الولاياتالمتحدة انها تقوم ب"التحقق" من الانبوب. ونفى وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الثلثاء ان تكون سورية تستورد نفطاً.