سرت ليبيا - رويترز، أ ف ب - بدأ قادة ورؤساء حكومات دول افريقية اجتماعات القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة الوحدة الافريقية التي ينظمها الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مدينة سرت للبحث في تسريع تأسيس الاتحاد الافريقي على غرار الاتحاد الاوروبي. ووصل ثلاثون رئيس دولة الى سرت امس بينهم رؤساء جنوب افريقيا والجزائر وبوركينا فاسو وافريقيا الوسطى وساحل العاج والغابون وغانا وليبيريا ومالي وموزمبيق وناميبيا والسنغال وتوغو وزامبيا، كما حضر ايضاً الى المدينة، الواقعة على الساحل الصحراوي من البحر الابيض المتوسط، رئيسا وزراء اثيوبيا وتنزانيا. وينتظر وصول الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسنجو لكن الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي سيتغيبان عن القمة. وقال مسؤولون ليبيون إن من المتوقع حضور حوالي 45 رئيس دولة وحكومة القمة التي تستغرق يومين. ويعول العقيد القذافي على "قمة سرت 2" لتسريع مشروع الاتحاد الافريقي الذي اطلقه وسط احتفالات ضخمة في ايلول سبتمبر العام 1999 في المدينة نفسها. ووقعت 44 دولة الاثنين الماضي على اعلان انشاء الاتحاد، ولكن 21 دولة منها فقط صادقت عليه بحسب الامين العام للمنظمة سالم احمد سالم. وصادق برلمان جنوب افريقيا الثلثاء على الميثاق التاسيسي للاتحاد. ومن اجل اعتماد الاتحاد الافريقي، يتوجب التصديق عليه من قبل ثلثي الدول الافريقية، أي 36 دولة من اصل الدول الاعضاء ال53 في منظمة الوحدة الافريقية. لكن ديبلوماسيين قليلين في المنطقة يتوقعون تاثيراً فورياً لهذا الاتحاد المقترح الذي يتصور قارة تعيش في ديمقراطية واحترام لحقوق الانسان بعيداً عن ويلات الحروب والصراعات العرقية والدينية والمجاعات والامراض. واشار مسؤولون في منظمة الوحدة الافريقية الى ان 13 من 21 معاهدة واتفاقاً فقط وقعها الزعماء الافارقة خلال السنوات الماضية سارية جزئياً او في شكل كامل. ويتعين على التجمع الاقتصادي الافريقي الذي تأسس في ابوجا الانتظار 13 عاماً قبل ان يحصل على التوقيعات الرسمية اللازمة في ايار مايو من العام 1994. وقال ديبلوماسي من احدى دول افريقيا جنوب الصحراء "لقد استغرق الأمر منهم 13 عاماً لتوقيع هذا الاتفاق والآن يحاولون ان يفعلوا شيئا اكثر تعقيدا بكثير". وتوقع ديبلوماسيون واعضاء وفود حضور غالبية الدول الافريقية القمة التي تعقد في هذه المدينة، التي اخليت على مايبدو من سكانها وزينت بالاعلام الافريقية وشعارات ضخمة بالعربية والانكليزية والفرنسية. والاتحاد المقترح الذي يطور ميثاق تأسيس منظمة الوحدة الافريقية لايرقى إلى حد اقامة كيان على غرار الولاياتالمتحدة الاميركية برئيس وبرلمان كونغرس وهو النموذج الاصلي الذي دعا اليه القذافي والذي روج للفكرة في قمة المنظمة التي عقدت في لومي العام الماضي. وبدلا من ذلك فان الاتحاد المقترح يرى قارة يقودها مجلس من رؤساء الدول مع برلمان لعموم افريقيا ومحكمة عدل. وتؤكد خطة الاتحاد على عدم انتهاك الحدود التي خلفها الاستعمار بين الدول الافريقية ولكنها تسمح للاعضاء بالتدخل في دولة عضو عندما تهددها حرب اهلية او ابادة جماعية. ومن المحتمل ان يظل الفقر عقبة على طريق توحيد القارة. وتواجه ثماني دول على الاقل من الدول الاعضاء في منظمة الوحدة الافريقية تعد من بين الدول الاكثر فقرا في العالم بينها غينيا والنيجر والصومال تعليق عضويتها في المنظمة وحقها في الحديث في الاجتماعات الرسمية لعجزها عن دفع حصتها في موازنة المنظمة. وتوقع مسؤولون ان تدفع ليبيا عن هذه الدول حصتها في اشارة الى التضامن على مستوى القارة.