لومي - أ ف ب، رويترز - اُختتمت قمة رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الافريقية في لومي امس بتوقيع بيان تأسيسي للاتحاد الافريقي تم إقراره في جلسة مغلقة ليل اول من امس، وسيدخل حيز التنفيذ بعد 30 يوماً على تصديقه من قبل ثلثي دول القارة ال 52. وجرى الاحتفال بتوقيع البيان في حضور ثلاثين رئيس دولة وحكومة، منهم مهندس مشروع الاتحاد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ووصف الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سليم احمد سليم الذي افتتح الحفل، اقرار البيان التأسيسي للاتحاد بانه "قرار تاريخي". غير ان الصياغة الدقيقة للاتفاق تشير الى ان انشاء التجمع الافريقي الجديد سيستلزم بعض الوقت. واوضح نص البيان الذي قدمه مجلس وزراء الخارجية الافارقة ان "القرار التأسيسي يتطلب مصادقة ثلثي الدول الاعضاء قبل توقيعه" المقرر في آذار مارس 2001 في سرت في ليبيا. لكن النص، الذي وافقت عليه القمة بالاجماع، لا يحدد مع ذلك أي جدول زمني، ولا يشير الى انشاء مصرف مركزي وعملة موحدة. وسيكون للبرلمان المزمع تشكيله "دوراً استشارياً فقط لدى البرلمانات الوطنية". وصرح احد مستشاري الزعيم الليبي العقيد القذافي لوكالة "فرانس برس" ان "هذا المشروع يقل عن طموحاتنا، لكن كلاً منا قدم تنازلات. يجب ان تكون هناك بداية ما". وكان القذافي يأمل بأن تتبنى القمة مشروعه لانشاء اتحاد افريقي على غرار الاتحاد الاوروبي. وصرح القذافي لدى خروجه من قاعة المؤتمر "انه انتصار لافريقيا. انا فخور لانه كان لدي دائماً طموح كبير للقارة الافريقية، وسألتقي القادة الافارقة في سرت في آذار مارس 2001". وبنود النص الذي تبنته القمة غير ملزمة، وهو بعيد كثيراً عن مشروع القذافي الذي يدعو خصوصاً الى كيان سياسي يتمتع بسلطات واسعة واقامة اتحاد نقدي والغاء هيئات وطنية. وقال مصدر ليبي ان القذافي الذي ساهم في تمويل قمة توغو ينوي الحفاظ على قوة الدفع التي تحققت في سرت. ولكن منتقدي القذافي يتشككون في دوافعه ويصفون فكرة الاتحاد بانها محاولة اخرى لتعميق نفوذه في القارة. ويثير اخرون تساؤلات عن مدى عملية الاقتراح. وقال تابو مبيكي لوكالة "رويترز" امس "بمجرد ان يبدأ الناس النظر في تفاصيل المطلوب عمله اعتقد انه سيصبح واضحاً انه سيكون عليك ان تتعامل مع هذا خطوة خطوة". وقال مبيكي ان النص الذي قدمه الوزراء لقمة الايام الثلاثة كان حول جعل منظمة الوحدة الافريقية "اداة اكثر فاعلية" والجمع بين دورها السياسي وبين دور لاتحاد اقتصادي افريقي. ووصف ما يرمز اليه تغيير الاسم بانه مقبول، لكنه اضاف "اعتقد انك لو نظرت الى جوهر الوثيقة تجد انها خطوة حذرة للامام". وبالنسبة للتوقيت قال مبيكي لا ينبغي على رؤساء الدول ان يلزموا دولهم بانشاءالاتحاد الجديد. واضاف "اعتقد انه يجب ادراك اننا اقمنا نظماً ديموقراطية في القارة وانه لا بد وان يحترم ذلك ... لايمكن اتخاذ اجراءات وكأن سلطة تقرير ما يجري في البلدان في يد رؤساء الدول وحدهم". وتبنى اجتماع القمة ليل الثلثاء الاربعاء قراراً يطلب من الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مواصلة الاهتمام بالنزاع بين اثيوبيا واريتريا. وكان بوتفليقة نجح بصفته رئيساً دورياً لمنظمة الوحدة الافريقية في تحقيق وقف النار بين اديس ابابا واسمرة الشهر الماضي بعد عامين من القتال. وقال البيان الذي اقرته القمة ان المنظمة "تطلب من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة مواصلة تحركه بهدف التوصل الى حل سلمي ودائم للنزاع بين البلدين". واعلن سليم الامين العام للمنظمة ان القمة المقبلة للمنظمة ستعقد في زامبيا العام المقبل. ورئيس توغو غناسينغبي اياديما هو الرئيس الحالي للمنظمة حتى القمة المقبلة.