واشنطن - أ ف ب - يبدأ مجلس الشيوخ الاميركي اليوم، النظر في مشروع قانون مثير للجدل يهدف الى منع بعض اشكال الهبات الى الاحزاب السياسية التي يشتبه في انها تفسد النظام وهو موضوع يقسم الطبقة السياسية الاميركية. وأفادت الاوساط البرلمانية ان المتحمسين لاصلاح نظام تمويل الحملات الانتخابية بقيادة جون ماكاين جمهوري وروس فاينغولد ديموقراطي، سيخوضون على مدى اسبوعين معركة محتدمة مع معارضي هذا المشروع لم يشهد مجلس الشيوخ مثيلها. وكان مسؤول ديموقراطي رفيع المستوى هو السناتور توماس داشلي اعتبر يوم الجمعة الماضي ان الخطوة "ستكون معركة صعبة جداً، معركة من اجل الحفاظ على نظامنا السياسي للاجيال القادمة". من جهته، اكد السناتور ماكاين الذي جند حملته الرئاسية السنة الماضية خلف مشروع اصلاح نظام تمويل الاحزاب، الاستعداد لهذه المعركة من اجل "تطهير" الديموقراطية الاميركية على حد قوله. وعلى رغم المحاولات الكثيرة والفضائح المرتبطة بتمويل الاحزاب السياسية، لم يتمكن الكونغرس حتى الان من تبني اصلاح في هذا الصدد وخصوصاً منع المساهمات المالية، اذ كان يصطدم في كل مرة بمعارضة نواب من الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء او من مجموعات عمل او نقابات العمال الكبرى. ويعتبر معارضو الاصلاح ان هذا المنع يشكل عقبة امام حرية التعبير التي يصونها الدستور الأميركي. لكن مناصري الاصلاح أكدوا بعد الحملة الانتخابية عام الفين التي كانت الاكثر كلفة في تاريخ الولاياتالمتحدة، انهم يملكون الاصوات اللازمة في مجلس الشيوخ للتصدي لاي عرقلة من البرلمانيين. وأهم ما يتضمنه مشروع الاصلاح، السعي الى وقف تقديم الاموال التي سجلت أرقاماً قياسية والتي تستفيد منها الاحزاب السياسية لتمويل انشطتها. ويتناول الاصلاح تحديداً منع المساهمات المالية غير المحدودة وغير المضبوطة التي تسمى في الولاياتالمتحدة "سوفت موني" وتجمعها الاحزاب من شركات ونقابات وافراد. ويعتبر المطالبون بالاصلاح ان المساهمات المالية المخصصة "لتطوير انشطة حزب ما"، ولا يفترض مبدئياً ان يستفيد منها اي مرشح يحول استخدامها لغايات انتخابية. وجمع الديموقراطيون والجمهوريون خلال انتخابات 2000 قرابة 490 مليون دولار من ال"سوفت موني"، وهو مبلغ قياسي بحسب اللجنة الانتخابية الفيديرالية. ويهدف الاصلاح أيضاً الى اعتماد شفافية مالية اكبر في العملية الانتخابية والحد من الاعلانات الانتخابية المفرطة قبل الانتخابات. ونادراً ما ادى موضوع ما الى تأجيج التوتر مثلما يجري الآن، في وقت ينقسم فيه مجلس الشيوخ الى كتلتين متساويتين . وأبدى الرئيس الاميركي جورج بوش الذي حطم الارقام القياسية في جمع الاموال خلال حملته الانتخابية، تأييده لاصلاح النظام لكن مع معارضة المنع الكامل لهذه الهبات. وعدد ستة مبادئ يرغب في تبنيها وتتوافق مع مشروع قانون اقترحه السناتور الجمهوري تشاك هاغل، وهو الصديق المقرب لجون ماكاين في مجلس الشيوخ. ويهدف هذا المشروع الى تحديد سقف هذه الهبات ب60 الف دولار، لكن فاينغولد اعتبر ان ذلك سيؤدي الى "تشريعها".