في السنوات الأخيرة، كثرت في الدول الإسلامية، من المشرق الى المغرب، مراكز دراسات "نسوية" تموّلها منظمات وحكومات غربية لأغراض مشبوهة، وذلك على رغم ادعاءات القائمين عليها. وقد صارت موضة ان تُفسح الجرائد الناطقة بالعربية صفحات أسبوعية للحديث عن "شؤون المرأة والأسرة" "الحياة" اللندنية، أو عن "المرأة والطفل" "الأهرام" القاهرية، أو عن "شؤون المرأة" "المستقبل" البيروتية. أقول إن هذا الموضوع صار "شيك"، لأنه - كما يتوهم البعض - يضع الجريدة في خانة التطور والتقدم والتحضّر، ويضفي عليها هالة "تنويرية" وفق العبارة التي يحبّها الشاعر "التنويري" أدونيس. ولكن ما يلفت الأنظار، وما يثير الاستغراب، وما يبعث على الريبة هو تغييب الرجل أي الذَّكَر كلّياً عن هذا الموضوع الذي تحول بين ليلة وضحاها الى الشغل الشاغل لزوجات كبار القوم في أنظمة تذلّ الرجال والنساء والأطفال، وتتلاعب بمصائرهم، وتلفق التهم للذكور وتزجّ بهم في عتمة السجون من أجل حماية "الأمن القومي" و"الاستقرار الوطني" و"السلم الأهلي". وما الصورة التي تنشرها "الحياة" لعائلة من امرأة وفتاتين صغيرتين - على كل حال لا تعبّر عن المرأة العربية مسلمة كانت أم مسيحية - إلا إصراراً على تهميش الرجل. وفي القرآن الكريم: "خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلنا بينكم مودة ورحمة". نمر ح. ن. رمضان - كيبك