شدد أميرا قطروالبحرين الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ حمد بن عيسى آل خليفة على "ضرورة العمل على تعزيز أواصر التعاون الثنائي لما فيه خير البلدين والشعبين". جاء هذا خلال أول اتصال بين القيادتين في المرحلة الجديدة، حين أجرى أمير البحرين اتصالاً هاتفياً ليل الجمعة - السبت بأمير قطر، عقب صدور حكم محكمة العدل الدولية الذي أنهى خلافاً استمر أكثر من ستين عاماً، وفتح آفاقاً واسعة لعلاقات البلدين. وزار أمير البحرين ورئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة السعودية، بعد ظهر أمس، والتقيا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لتقديم الشكر على جهود الوساطة التي قامت بها السعودية وأسهمت في مسيرة الحل بين البحرينوقطر. وغادر الشيخ حمد بن عيسى جدة مساء، وكان في وداعه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبد العزيز، وأمير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبد العزيز. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة أن أمير البحرين سيزور الدوحة بعد غد الثلثاء على رأس وفد يضم عدداً من الوزراء، وذلك رداً على زيارة أمير قطر إلى المنامة، قبل صدور الحكم، للتهنئة بنجاح الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني. وتعتبر هذه الزيارة خطوة أولى في طريق إعادة الوفاق بين البلدين. ويتوقع ان يزور امير البحرين ايضاً ابو ظبي. وأبلغ مصدر موثوق به "الحياة" في الدوحة ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيزور الدوحة قريباً. وقال المصدر إن اتصالات تجري بين المسؤولين القطريين والسعوديين لتحديد موعد الزيارة، التي لا يستبعد أن تتم الثلثاء المقبل. وأوضح المصدر انه سيتم خلال هذه الزيارة الإعلان عن الاتفاقية النهائية لترسيم الحدود بين البلدين. يذكر ان الدوحةوالرياض كانتا حددتا حدودهما منذ فترة وجرى "التوقيع على الخرائط لترسيم الحدود البرية وخط الحدود البحرية في دوحة سلوى". وكان وقع هذه الخرائط عن الجانب القطري في حزيران يونيو 1999 العقيد الركن محمد عبدالله الرميحي رئيس الجانب القطري في اللجنة الفنية المشتركة القطرية - السعودية، ووقعها عن الجانب السعودي اللواء الركن مريع بن حسن الشهراني رئيس الجانب السعودي في اللجنة. وجاء أحدث تأكيد لترسيم الحدود القطرية - السعودية على لسان وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في المؤتمر الصحافي الذي عقده الجمعة في لاهاي عقب إعلان محكمة العدل الدولية حكمها في الخلاف القطري - البحريني. وقال الشيخ حمد بن جاسم إن "حدودنا مع السعودية حددت وستوقع خلال يومين الاتفاقية النهائية بعدما وضعت العلامات"، لافتاً إلى أن الخلاف الحدودي مع البحرين حالياً هو "آخر خلاف حدودي بين قطر وجيرانها". وكان الوزير أوضح أن "قطر حددت حدودها مع إيران منذ الستينات وبشكل رسمي، كما حددتها مع الإمارات". وسيشكل الإعلان السياسي عن الاتفاقية النهائية لترسيم الحدود القطرية - السعودية حدثاً كبيراً يؤشر بدوره إلى تطور ايجابي للعلاقات بين البلدين. ديبلوماسية الاتصالات الهاتفية وكانت ديبلوماسية الاتصالات الهاتفية نشطت بين المنامةوالدوحة، إذ اتصل ولي العهد القطري الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني بنظيره البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة فور صدور الحكم. ويرأس وليا عهد البلدين اللجنة العليا المشتركة التي أعلن أمير البحرين في خطابه مساء أول من أمس استئناف أعمالها بعدما كانت المنامة جمدتها في وقت سابق انتظاراً لصدور الحكم. كما تلقى أمير قطر اتصالاً أمس السبت من رئيس الوزراء البحريني الشيخ خليفة بن سلمان، الذي اتصل أيضاً بنظيره القطري الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني. وتناولت هذه الاتصالات "سبل تنمية العلاقات بعد صدور الحكم". وعلمت "الحياة" أيضاً أن وفداً قطرياً رفيع المستوى سيزور البحرين في 22 آذار مارس الحالي لحضور مهرجان كبير تستعد له البحرين "تحية إلى بو سلمان" أمير البلاد، بمناسبة صدور حكم المحكمة ونجاح الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني، ويقام في استاد البحرين الوطني، بمشاركة عدد من الفنانين الخليجيين والعرب، ومنهم الفنان السعودي محمد عبده. وكان البحرينيون استقبلوا مساء يوم الجمعة حكم المحكمة بهتافات "عاد الجزء للكل"، و"حوار جزء لا يتجزأ من أرضنا الغالية". وفي شارع المعارض، عصب الشارع البحريني، تجمع شبان وشابات في مسيرات حاشدة بسياراتهم التي زينت بالبالونات الحمراء والبيضاء اللون والأعلام البحرينية وصور الأمير. واستقبل الشيخ حمد بن عيسى مساء الجمعة بعد صدور الحكم، رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان والشيخ محمد بن سلمان والشيخ سلمان بن حمد ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين وكبار أفراد العائلة الحاكمة الذين قدموا له التهاني بمناسبة صدور الحكم القاضي بتثبيت تبعية جزر حوار للبحرين.