على رغم شغف الشباب بالانترنت، تبدو في سورية بعيدة من الصورة المشتهاة، إذ انهم يعانون صعوبات جمّة في استخدام الشبكة الدولية للكومبيوتر، تبدأ ببطء الخطوط ولا تنتهي بارتفاع أسعار الاستخدام. تقدم شبكة الانترنت خدمات متخصصة تعتمد أحدث تقنيات التعامل الالكتروني وتعطي فرصاً متعددة لتوزيع الأعمال والتوظيفات والإعلام والميديا والتعليم ومناحي الحياة كافة. واستطلعت "الحياة" آراء نفر من الشباب السوريين عن الانترنت وطريقة تعاملهم معها ومعايشتهم تطوراتها: يرتاد الشاب سامي ربيع الذي يبلغ من العمر 26 سنة مقهى الانترنت يومياً تقريباً لشغفه الزائد في البحث عن معلومات كثيرة تفيده في مجال عمله كدليل سياحي، اضافة الى انه مدرس لغة عربية للأجانب، ومن أجل البحث عن أخبار آخر الأفلام العربية والأجنبية والأغاني... وهو يولي البريد الالكتروني اهمية كبرى لأنه يصله بالأصدقاء الأجانب الذين يراسلهم في استمرار. وتقول رانيا السمان، طالبة الأدب الانكليزي - سنة ثالثة، وعمرها 22 سنة "ان الهدف الأساسي من استخدامي الانترنت هو البريد الالكتروني، طريقة سريعة وعملية للبعث بالرسائل واستقبالها، واستخدام الانترنت للوصول الى مواضيع تهم دراستي واختصاصي كطالبة، ولمتابعة آخر أخبار الأفلام الهندية، وتشكو من أسعار الانترنت المرتفعة ومن بطء الشبكة، ما يقف عائقاً أمام استخدامها بفاعلية. وتقول نسرين الزاهر 19 عاماً: "سهلت الانترنت على الناس الاتصال بأصدقائهم وأقربائهم في سرعة، وقد اعتدت تفحص رسائلي من دون انقطاع. وأفيد من الشبكة في الحصول على المعلومات التي أريد، فهي كالأرشيف السهل الذي استطيع عبره الاطلاع على آخر الأحداث والأخبار والموسيقى والرياضة. لكن هناك مشكلة كبيرة بالنسبة اليّ، فمدخولي القليل مقارنة مع ارتفاع سعر الاتصال بالشبكة لا يسمح لي بدخولها سوى مرة أو مرتين في الشهر. وفي دول أوروبا هناك انترنت مجانية للطلاب، وهذا رائع، لأن وجود الشبكة في الجامعات مظهر حضاري ومهم ومفيد جداً للطلبة ولدراستهم ولاختصاصهم. ولا استطيع ان انكر بعض الأثر السلبي الذي تتركه الانترنت في الشباب. وما يثير التساؤلات والدهشة في ظل عصر التطور هذا، لماذا الانترنت هنا مقتصرة على بعض المعلومات البسيطة جداً، وعلى كونها بريداً الكترونياً؟ وحاورت "الحياة" بعض موظفي مقهى الانترنت "ذوني" ZONI في دمشق، فقال مؤيد المصري، موظف ملم بأمور الانترنت وعمره 25 سنة: "يأتي الناس الى هنا بحثاً عن المعلومات اللازمة لعملهم، كالتجار، أو لدراستهم ولاختصاصاتهم، كالطلبة، أو لمراسلة بعض الجامعات في الخارج للسفر اليها. الا ان الاستخدام الفعلي للانترنت في بلدنا خُصص للبريد الالكتروني، غير ان الاقبال على صفحات الانترنت، للبحث والكشف، قليل جداً جداً، وهذا يعود الى عدم ادراك الناس بعد أهمية الشبكة، وعدم قدرتهم على دفع التكاليف الباهظة لاستخدامها ولبطئها الشديد جداً. على اي حال، الانترنت هنا ليست "انترنت" بالمعنى الكامل للكلمة، إذ على سبيل المثال ليست لدينا تقنية عرض أفلام حتى الآن، والشبكة المحلية أضعف من ان تبث فيلماً أو حتى أغنية أو لعبة معقدة أو تحصل عبرها على معلومة تريدها. والأهم ان مواقع المحادثة والحوار والمكالمات الهاتفية عبر الشبكة، مغلقة كلها من الجهات المختصة في الدولة، مثلما هي مغلقة كل المعلومات التلفزيونية على الانترنت، فلا تستطيع متابعة الا الأخبار الفنية المكتوبة. ورأى زميله عماد صقال 29 سنة ان "الفائدة القصوى للانترنت في سورية هي في البريد الالكتروني، وهذا شيء غير عادل من أجل اللحاق بعجلة التطور والسرعة"، وقال "الانترنت تمتاز بضعفها اضافة الى ان ميزة البحث فيها تكاد تكون معدومة. وأكثر المترددين على مقاهي الانترنت أجانب وليسوا من أبناء البلد، ويأتون الى هنا للاتصال بأصدقائهم وأقربائهم". ولا يسمح الوضع الراهن للانترنت في سورية باستقبال محطات التلفزة التي تبث على الشبكة، "ويب تي في" Web T.V. ولا تجيز الجهات الحكومية تركيب أجهزة التقاط انترنت الأقمار الاصطناعية، بواسطة الصحون اللاقطة.