بعد ساعات من مغادرة وزراء الخارجية العرب القاهرة، فور انتهاء اجتماعات مجلس الجامعة العربية، كشف مسؤول كبير ل "الحياة" توقعاته قبيل انعقاد القمة العربية في عمان يومي 27 و28 آذار مارس الجاري، فلم يستبعد ان يفاجىء الرئيس العراقي صدام حسين القادة بحضوره. وقال المصدر ان هذه المشاركة، اذا حصلت، ستكون مفاجئة لمدة ساعة أو ساعتين يلقي خلالها الرئيس العراقي كلمة ثم يغادر قاعة الاجتماع عائداً الى بغداد. راجع ص 3 واوضح المسؤول ان الرئيس العراقي أبلغ أكثر من عاصمة عربية أن بغداد لن تكون عقبة امام إنجاح القمة المقبلة، وان العراق الذي يعتبر انه "نفذ كل التزاماته" يطالب القادة العرب بإنهاء الحصار، واذا لم يكن هذا الطلب محل اجماع عربي الآن فإن بغداد "لن تعترض بل تطلب ان يكون التركيز كله على دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال الاسرائيلي". وقال المصدر ان المعروف حتى الآن ان مشاركة العراق في القمة ستكون بوفد رفيع المستوى يرأسه نائب الرئيس عزت ابراهيم أو طه ياسين رمضان. لكن المفاجأة غير مستبعدة. واشار المسؤول الى معلومات سربت مفادها ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد يمتنع عن حضور القمة، وأنه حضوره مرتبط بضمان وحيد هو ان يتوصل القادة العرب الى آلية عملية وفورية لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني التي تقررت في قمة القاهرة. وقال ان القمة ستوجه "رسالة تحذير" قوية للحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون، وإن القادة العرب ملتزمون عملية السلام ويطالبون اسرائيل بأن تلتزم الأسس التي انطلقت منها عملية السلام في مدريد وضرورة تنفيذ مقررات الشرعية الدولية. وسئل المصدر عن الإعداد للقمة في عمان، فقال ان القاهرة سلّمت ملف القمة بكامله الى الاردن وان الملك عبد الله الثاني سيقوم بجولة واسعة خلال الأيام المقبلة تحضيراً للقمة، وستشمل جولته السعودية والكويت، كما سيوفد مبعوثين على مستوى عالٍ لدعوة القادة العرب للمشاركة في اعمال القمة. وأضاف ان التحرك الاردني يهدف الى جس النبض بالنسبة الى المسألة العراقية، وان هذا التحرك يتم بدعم كامل من عواصم عربية بينها القاهرة والجزائر وتونس. وتوقع المسؤول العربي الكبير أن تكون القمة اقتصادية بالدرجة الاولى، وان تتخذ خطوات نحو إقامة السوق العربية المشتركة، بالاضافة الى "بدء تحرك عربي ايجابي وبطيء لحل المسألة العراقية بصفة نهائية في ظل تعهد عراقي بألا تتحول القمة الى ساحة للمساجلة بين بغداد وخصومها".