} حذر كبير الوزراء المسؤولين عن السياسة والأمن في الحكومة الاندونيسية من ان البلاد على شفا الانهيار مع تدفق آلاف من المحتجين المؤيدين والمعارضين للحكومة على شوارع جاكرتا اليوم الاثنين. الا ان الرئيس الاندونيسي عبدالرحمن واحد رفض الاستقالة قائلاً انه اذا قام بهذه الخطوة فان البلاد ستنهار. جاكارتا - رويترز، أ ف ب - تظاهر أكثر من عشرة آلاف طالب صباح أمس الاثنين امام القصر الجمهوري في شوارع جاكرتا مطالبين باستقالة الرئيس عبدالرحمن وحيد المهدد بالاقالة من منصبه وداعين الى اضراب عام. وأعلن رئيس الجمعية الاستشارية للشعب أعلى هيئة تشريعية أمين رئيس انه سيسرع الجهود من اجل الدعوة الى عقد جلسة خاصة قد يتخذ فيها قرار باقالة الرئيس. وواصلت العملة الاندونيسية التراجع امس، ووصلت الى ادنى مستوياتها منذ اكثر من 30 شهراً. وبلغ سعر الدولار في اسواق الصرف المحلية اكثر من 11 ألف روبية بعدما تخطى عتبة 10 آلاف روبية يوم الجمعة الماضي. وأبدى المضاربون خشيتهم من انعدام الاستقرار السياسي، في حين تجمع المتظاهرون امام القصر المحاط بحراسة مشددة من شرطة مكافحة الشغب وجنود ومدرعات، للتصدي لأكبر تظاهرة منذ الستينات نظمت في هذا المكان. كذلك، رفض الطلاب زيادة على أسعار المحروقات قد تتقرر في نيسان ابريل المقبل. وتزامنت التظاهرة مع انعقاد جلسة عادية للحكومة برئاسة وحيد. كما تظاهر حوالى 500 طالب في مدينتي مكسر سولاويسي وسامارانغ جافا بحسب وسائل الاعلام. ونقلت صحيفة "كومباس" اليومية عن كبير الوزراء المسؤولين عن الأمن الجنرال المتقاعد سوسيلو بامبانغ يودهويونو تحذيره من ان البلاد تنحدر الى هوة الفوضى. وقال: "من دون الاستقرار والقانون والأمن، ستصبح بلادنا بحراً من الأزمات والعنف والقلق". ونسبت صحيفة "جاكارتا بوست" اليه قوله: "هذا الغموض سيكون له تأثير شديد ليس على المجال السياسي فحسب، بل على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية ايضاً". وأوضح يودهويونو ان الجلسة البرلمانية التي تم فيها توجيه اللوم لوحيد الشهر الماضي بسبب دوره في الفضيحتين الماليتين اللتين قد تؤديان الى مساءلته، ليست ضربة للرئيس فحسب بل للحكومة بأسرها. وفي المقابل، رفض الرئيس الاندونيسي الاستقالة، قائلاً انه اذا قام بهذه الخطوة فان البلاد ستنهار. وذكر أسماء أربعة أقاليم قال انها ستعلن الاستقلال اذا ما أجبر على الاستقالة وهي: اتشاي واريان جايا ورياو ومادورا. وطلب وحيد من نائبته ميغاواتي سوكارنوبوتري التي تتمتع بشعبية وينظر اليها على انها متلهفة لتحل مكانه، ان تقوم بدور ايجابي في ادارة البلاد. وتعرضت ميغاواتي لانتقادات لعدم قيامها بأي دور ايجابي في الحكومة على رغم رئاستها لأكبر حزب سياسي في البلاد. وفي الاسابيع الاخيرة، احتشد مؤيدوها واعداؤها السياسيون السابقون وراءها لدفعها الى تولي منصب وحيد الذي اصبح حكمه الذي استمر 16 شهراً يعاني ازمة حادة. والاحتجاجات التي وقعت اليوم هي الاخيرة في سلسلة من الاحتجاجات التي تهاجم وحيد وفشله في انقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي ووقف اراقة الدماء التي اسفرت عن مقتل الآلاف. ووجه البرلمان في شباط فبراير الماضي، لوماً للرئيس بسبب دوره في فضيحتي كسب غير مشروع وهي خطوة قد تؤدي الى مساءلته. ويجب ان يقدم اجابات بحلول شهر ايار مايو المقبل على الاسئلة التي وجهت اليه في الجلسة، واذا ما لم يرضَ البرلمان عن هذه الاجابات فيمكن ان يوجه اليه اللوم مرة اخرى ويتخذ الاجراءات اللازمة لمساءلته. وتحول حلفاء وحيد ومن بينهم الاحزاب الاسلامية الى اعدى اعدائه. ولا يتوقع الكثيرون ان يكمل فترة رئاسته التي تنتهي عام 2004. وتضيف اعمال العنف في اقليم اتشاي الى الاعباء التي تنوء بها اندونيسيا مما سيتسبب في وقف عمليات رئيسية للغاز والنفط في مطلع الاسبوع.