أعلن الجيش اللبناني أمس انه سيمنع أي إخلال بالأمن. وحذر من دعوة طلاب "التيار الوطني الحر" العوني الى التجمع أمام أحد المراكز السورية، بعدما صدر بيان يحمل هذه الدعوة وُزّع على الجامعات امس. وعمد طلاب التيار العوني الى توزيع بيان في حرم فروع الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة يدعو الى التجمع في صورة حضارية أمام أحد مراكز تجمع الجيش السوري غداً الأربعاء، وإلى التحرك "بوسائل سلمية لاعنفية". وتزامن البيان مع آخر للجنة الشباب والشؤون الطالبية في التيار نفسه تضمن تحديداً لأمكنة وجود الجيش السوري في محيط عدد من الجامعات والكليات والمدارس، وسؤالاً عن "الجدوى الاستراتيجية" من هذا الوجود. وكان العماد ميشال عون دعا في بيان أصدره الأسبوع الماضي المواطنين "الى البدء بالاقتراع بأقدامهم في شوارع بيروت وباقي المدن اللبنانية إشعاراً للنظام السوري بأن الشرعية التي يعطيها للحكم اللبناني ليست اكثر من شكلية". واعتبرت لجنة الشباب في التيار العوني في بيانها ان "الشعارات كوحدة المسارين والظروف الإقليمية الحساسة والأسباب الاستراتيجية، تفقد أي حس مناطقي عندما تساق لتبرير الوجود العسكري السوري في عدد من النقاط والأماكن. فما هي الجدوى الاستراتيجية لوجود الجيش السوري في محيط عدد من الجامعات والكليات والمدارس وحتى رموز الدولة؟ ماذا تحمي وعم تدافع الوحدات السورية التي تحاصر كلية طب الأسنان وكلية العلوم - الفرع الأول والجامعة الأميركية وكلية الآداب - الفرع الثاني ومدرستي مون لاسال وسيدة الجمهور، أو بالأحرى، ماذا تفعل الوحدات السورية في محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والحمام العسكري، هذه النقاط وغيرها بعيدة عشرات لا بل مئات الكيلومترات عن التماس مع الجيش الإسرائيلي". وسأل: "إلى متى على اللبنانيين ان يتحملوا هذه الرقابة المهينة؟ وإلى متى علينا ان نتجاهل ونتناسى الممارسات والتحرشات اليومية للقوى الشقيقة؟ وهل يحتاج الجيش اللبناني الى من يحميه لكي تتمركز القوات السورية في محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع؟ لذلك رجاء اتركوا لنا من السيادة... على الأقل مظاهرها". وحددت دعوة طلاب التيار التجمع بعبارة "أمام أحد المراكز الآنفة الذكر". وأفادت قيادة الجيش في بيانها: "صباح اليوم امس وُزعت بيانات تدعو المواطنين الى التمرد والتصعيد والنزول الى الشوارع في المدن للاقتراع بالأقدام، الى ما هناك من تعابير تحريضية، هي دعوة صريحة الى زرع الفتنة والإخلال بالأمن والتحريض على اعمال الشغب وإحداث إرباكات تهدد النظام العام في البلاد، وتؤثر سلباً في الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وإذ تحذر قيادة الجيش من مثل هذه الدعوات التحريضية تؤكد حرصها على منع الإخلال بالأمن تحت أي شكل كان وتصميمها على مواجهة اي محاولة للمس بأمن المواطنين وفق ما تنص عليه الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء". وهاجم العماد ميشال عون امس في تصريح رؤساء الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري من دون ان يسميهم، واصفاً إياهم ب"حكماء الجمهورية الثالثة". وقال عن "الحكيم الثالث" أنه "ما زال يكرر وعوده الربيعية"، وأن الاقتصاد "انهار على يديه" داعياً إياه الى "ترك الحكم بعدما صدم اللبنانيين بوعوده التخديرية". واتهم "الحكيم الثاني" بأنه "أفلس الديموقراطية وسخرها لأدوار ذليلة لا تتعدى المصادقة على رغبات المحتل السوري، وبإلهاء اللبنانيين بالجدل في قانون الانتخاب معتبراً أن لا أفضلية له في ظل الكوارث الاقتصادية". وقال عون إن هذا القانون "يلغي آخر ملامح الديموقراطية والأقليات ويفرض الحزب الواحد". وشن حملة على "حكيم الحكماء" قاصداً الرئيس لحود وتصريحاته اثناء زيارته البابا اعتبر أن استقرار المسيحيين يستند الى انتمائهم العربي وأشار الى أخطار السياسات التي تراهن على غير ذلك. وقال عون: "إن صح ان خيارات المسيحيين غير خياراته فما عليه إلا الرحيل...".