ألغى الامن السياسي محاضرة كان مقرراً ان يلقيها الدكتور سمير التقي مساء امس عن "حقوق الانسان في سورية" في منتدى المحامي خليل معتوق قرب دمشق، بالتزامن مع ابلاغ مسؤول في الامن السيدة نوال اليازجي حصولها على "موافقة رسمية" على استضافة المحامية دعد موسى للحديث عن "اشكال التمييز ضد المرأة في القانون السوري" مساء اليوم الثلثاء. والغىت محاضرة امس بعد استضافة "منتدى جمال الاتاسي للحوار الديمقراطي" مساء الاحد الدكتور عبد الرزاق عيد للحديث عن "ثقافة الخوف". وكان لافتاً دخول اسلاميين على خط نشاطات المنتديات الثقافية، ومشاركة "بعثيين" بعد حصولهم على موافقات للمشاركة في النقاشات والحوارات. وقال معتوق ل"الحياة" :"تبلغت قبل اربع ساعات من انعقاد الندوة عدم حصولي على موافقة رسمية"، لافتاً الى انه كان تقدم قبل "بضعة ايام باسم المحاضر وعنوان المحاضرة فقط" للحصول على موافقة رسمية، علماً ان الامن السياسي وضع الشهر الماضي خمسة شروط على عمل المنتديات تتضمن الحصول على رخصة رسمية وتقديم نسخة عن المحاضرة ومكان انعقادها وعدد الحضور قبل نحو اسبوعين من الموعد المطلوب. وقال احد القريبين الى معتوق ل"الحياة" انه تبلغ "ان ما حصل لمنتدى جمال الاتاسي كان استثناءً ويجب ان تحصلوا على موافقة رسمية". ويعتقد مراقبون ان النقاشات التي دارت اول امس في "منتدى الاتاسي" ادت الى اتخاذ الامن السياسي هذا الموقف، اذ ان المحاضر بدأ بكلام نظري عن "ثقافة الخوف" في العالم العربي عموماً ثم دخل في الوضع السوري بعد تحمسه لدى القاء الحضور مداخلاتهم وتوجيه انتقادات اليه لتقديمه "محاضرة نظرية" او "مطالعة ثقافية" او "مطالعة استفزازية". وقال الدكتور سليم بركات بعثي: "انني مطمئن الى حال المنتدى وما يجري فيهه من نقاش وحوار"، مشيراً الى ان "الطريق مفروشة بالورد لمن اراد التفاعل مع الوطن، فهذا نهج اساسي للقيادة الجديدة" في اشارة الى الرئيس بشار الاسد الذي تسلم الحكم في تموز يوليو الماضي. وزاد الدكتور بركات: "اننا في البعث لا نقبل ان يسكت احد على الخطأ ويدكم وما تطول في هذا المجال"، وقابله الجمهور بالتصفيق والتشجيع. وبالنسبة الى مشاركة اسلاميين فقد بدأ فيصل عبد العظيم مداخلته بالبسملة والتأكيد ان "المؤمن الحقيقي غير ذليل، ونحن لسنا ضد البعث، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، داعياً "الجميع الى مناقشة وضع الوطن انداداً لانداد، والذي يميز انساناً على انسان هو الله او الشعب". وختم بقول من القرآن الكريم "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وصفق له عدد من الحضور. كما انتقد اسلامي آخر هو محمد حمود استناد المحاضر الماركسي الى التاريخ الاسلامي كخلفية تاريخية لوجود الخوف من الحاكم عند العرب، مشيراً الى قول الخليفة عمر بن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً".