بدأت ورشة التحضير للقمة العربية في عمان، من خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في اطار الدورة ال115 لمجلس الجامعة العربية. وفيما ابلغت مصادر ديبلوماسية عربية "الحياة" ان هناك تنسيقاً مصرياً - أردنياً على اعطاء القمة المقبلة "طابعاً اقتصادياً"، كان واضحاً من المداولات التي بدأت امس في القاهرة ان الملفين الفلسطيني والعراقي سيستقطبان الأضواء بسبب سخونتهما. في غضون ذلك، أوحت تصريحات وتسريبات لمسؤولين اسرائيليين بأن اللقاء المرتقب بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أصبح مستبعداً في الوقت الحاضر. وابلغ شارون وسائل اعلام اميركية ان هذا اللقاء لن يتم قبل "وقف العنف". وقال ان "قوات أمنية قريبة من عرفات" هي التي تقوم ب"أعمال عدوانية". وفي الوقت نفسه صرح وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه بأنه من المبكر الحديث عن لقاء بين عرفات وشارون "لأن اسرائيل لم توقف حربها ضد شعبنا". على صعيد آخر، نقل عن وزير الخارجية السوري فاروق الشرع قوله في تصريح لدى وصوله الى القاهرة امس انه "لا توجد مشكلة في عقد لقاء بين القيادتين السورية والفلسطينية قبل أو خلال القمة اذا كانت النتائج تخدم مصلحة الشعبين والقضية المركزية". وأضاف ان هناك "قضايا اخرى تهم الدول العربية ولا تنفصل بطبيعة الحال عن القضية المركزية، كالتعاون الاقتصادي وضرورة وضعه داخل أطر نظامية وقانونية تضمن في النهاية الوصول الى سوق عربية مشتركة". وانتقد مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية محمد صبيح أ ف ب تأخر المساعدات العربية التي التزمتها قمة القاهرة الأخيرة. وقال ان الدول العربية "تعهدت دفع 697 مليون دولار من أصل بليون الى صندوقين اوكلت ادارتهما الى البنك الاسلامي للتنمية. وتلقى البنك 290 مليوناً، لكنه لم يدفع حتى الآن سوى 10 ملايين للسلطة الفلسطينية ومنظمات فلسطينية غير حكومية، وقرر تخصيص 43 مليوناً لمشاريع اخرى ولم تصل بعد". وأوضح ان "الآليات التي اعتمدت لادارة الاموال تعتبر ممتازة بالنسبة الى شركات الاستثمار، لكنها لا تصلح لشعب يعاني من حال حرب". ولحظ تقرير أعد عن أعمال لجنة المتابعة العربية ضرورة تخصيص 40 مليون دولار شهرياً من موارد "صندوق الأقصى" لدعم موازنة السلطة الفلسطينية على مدى ستة شهور وتقوم السلطة بردها الى الصندوق في وقت لاحق. تنسيق مصري - أردني و في أبوظبي قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الأردن الذي يستضيف القمة العربية الدورية يومي 27 و28 آذار مارس الجاري، يريد التركيز على الجانب الاقتصادي في هذه القمة الى جانب القضايا السياسية الرئيسية التي ستبحثها القمة، في ضوء الموقف الاميركي المعلن من القدس وعملية السلام في الشرق الأوسط وتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة. وكشفت المصادر عن وجود تنسيق مصري - أردني لتركيز الاهتمام في القمة المقبلة على التعاون الاقتصادي العربي، ورجحت ان يعقد وزراء الاقتصاد العرب اجتماعاً في عمان في 24 من الشهر الجاري يسبق اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة يومي 24 و25 من هذا الشهر في عمان. وأكدت المصادر ان وزراء الاقتصاد العرب سيركزون على البحث في ورقة عمل مصرية في شأن التعاون التكنولوجي العربي، اضافة الى تفعيل الاتفاقات الاقتصادية والتجارية الموقعة بهدف ايجاد سوق عربية مشتركة. كما تركز مشاورات وزراء الخارجية العرب والمال والاقتصاد على تنفيذ انشاء صندوقي القدس والانتفاضة اللذين اقرتهما قمة القاهرة لدعم الشعب الفلسطيني. الى ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه شعر ب"خيبة أمل" لأن الرئيس الفلسطيني لم يدع في خطابه أمام المجلس التشريعي الفلسطيني أول من أمس السبت إلى "وقف الأعمال العدوانية". وكرر شارون في حديثين إلى شبكتي "فوكس نيوز" و"سي ان ان" الأميركيتين، انه "لن يتفاوض تحت ضغط الارهاب والنار والكثير من العنف". وقال: "إذا التقيت عرفات سأصافحه، لكن هذا لن يتم قبل وقف أعمال العنف"، وأوضح أنه لن يجتمع مع الرئيس الفلسطيني قبل مجيئه إلى واشنطن. واعتبر أن "عرفات يسيطر على قواته"، وأضاف "ان معظم النشاطات الارهابية تقوم بها قوات عرفات أو القوى الأمنية أو حتى أقرب حراس الرئاسة الفلسطينية ولا شك أنه عرفات يمكن أن يمنع ذلك، لكنه لم يتخذ أي خطوات وقائية ضد البنية التحتية للمنظمات الارهابية". وسُئل كيف يمكن التفاوض مع عرفات، فقال: "القرار لا يعود إلينا في من يمثل الشعب الفلسطيني. إنه زعيم الفلسطينيين، وان الرجل الذي يجب أن نتفاوض معه، ولكن حكومتي لن تفاوض تحت اطلاق النار".