أجمعت ردود الفعل على مقاطعة الغالبية العظمى من المواطنين العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل انتخابات رئاسة الحكومة 82 في المئة على انهم فرضوا شخصيتهم الوطنية المستقلة على أجندة الاحزاب الصهيونية كافة. وانشغلت وسائل الاعلام الاسرائيلية، طيلة يوم امس بهذا الحدث واتفقت جميعها على ان هذه النسبة من المقاطعة لم تكن متوقعة ابداً. وقال بيان للتجمع الوطني الديموقراطي بزعامة النائب عزمي بشارة، وهو أول من دعا الى المقاطعة ان ابناء الجماهير الفلسطينية في الداخل افهموا الاحزاب الصهيونية انهم ليسوا في جيب أحد "ولا جند احتياط لأي يسار مزعوم في وجه يمين يصل الى الحكم اصلاً بسبب لعب اليسار والوسط الصهيوني في ساحته"، واضاف البيان ان انتصار موقف المقاطعة عزل الفئات الانتهازية والمرتبطة مصلحياً مع حزب العمل وانتصرت القوى الوطنية التي هتفت "يا باراك ويا شارون هذا وطننا واحنا هون". واعترفت النائبة حسنية جبارة ميرتس ان المواطنين العرب "لقنوا اليسار الاسرائيلي درساً يلزمه بأن يعيد حساباته بالنسبة الى اشراك المواطنين العرب في صناعة القرار في اسرائيل". ورأى النائب عن الحركة الاسلامية عبدالمالك دهامشة ان المقاطعة جاءت لتلقن حزبي "العمل" و"ميرتس" واليسار الصهيوني درساً بعد ان تعاملت هذه الاحزاب مع المواطنين العرب من منطلق الوصي عليهم وعلى أصواتهم. واضاف دهامشة: "لقد اثبتنا في هذه الانتخابات ان لنا خياراً مستقلاً. نحن اصحاب الاصوات ونحن اصحاب القرار وقد ولت أيام كان فيها العمل والاحزاب الصهيونية تستحوذ على القسم الأكبر من أصوات العرب". وكتبت صحيفة "الاتحاد" لسان حال الحزب الشيوعي الاسرائيلي في افتتاحيتها امس وتحت عنوان "شمروا عن سواعدكم": "ان الواجب يقتضي منا ان ندعو منذ اليوم جماهيرنا العربية كافة وجميع أنصار السلام العادل والديموقراطية الى التشمير عن سواعدهم استعداداً للمعارك المقبلة". وعلى رغم عدم التجاوب الجماهيري لدعوة الحزب الشيوعي والجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والحركة العربية لتغيير التصويت بورقة بيضاء، قال النائب محمد بركة الجبهة ان الجبهة تعتز بموقفها النوعي المتميز وهو الورقة البيضاء مع تفهم عميق للغضب المشروع الذي قاد قطاعات واسعة الى عدم المشاركة في الانتخابات. يشار الى ان 5 في المئة فقط من المواطنين العرب أدلوا بورقة بيضاء.