أطلقت السلطات المصرية نحو 15 شخصاً بعدما احتجزتهم لساعات داخل معرض القاهرة للكتاب، بعد محاولتهم تنظيم مسيرة داخل شوارع المعرض بعد صلاة الجمعة. ومنعت قوات الأمن المسيرة التي كانت تهدف الى إعلان التأييد للانتفاضة الفلسطينية والاحتجاج على المفاوضات مع اسرائيل. وكان لافتاً أن مساء اليوم السابق شهد امسيتين شعريتين الأولى للشاعر المصري عبد الرحمن الابنودي والثانية شارك فيها الشاعران الفلسطيني محمود درويش والمصري احمد عبد المعطي حجازي كانت القصائد التي القيت فيها تصب في الاتجاه نفسه: دعم الانتفاضة ورفض التفاوض. فضت قوات الأمن المصرية مسيرة حاول مواطنون تنظيمها داخل معرض القاهرة للكتاب عقب صلاة الجمعة أمس. وأحاطت اعداد كبيرة من قوات الأمن المركزي بمسجد داخل المعرض ومنعت المصلين من التظاهر أو تنظيم المسيرة. وألقى رجال الأمن القبض على نحو 15 من طلاب جامعة عين شمس كانوا رتبوا للمسيرة واحتجزتهم في مكان مغلق داخل المعرض ساعات عدة قبل أن يتدخل بعض ضيوف المعرض من الشخصيات العامة والمثقفين لإقناع السلطات باطلاقهم. وكان مقرراً أن يرفع المشاركون في المسيرة لافتات تتضمن عبارات تصب في اتجاه دعم الانتفاضة الفلسطينية ورفض التفاوض مع أي حكومة إسرائيلية إضافة إلى صورة الشهيد محمد الدرة وصورة أخرى تبين المذابح الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وأفادت مصادر رسمية أن تعليمات صدرت للحؤول دون تنفيذ المسيرة لكون المعرض "ليس المكان الذي يمكن استغلاله لتحقيق ذلك الغرض"، مشيراً إلى أن الندوات والأمسيات الشعرية واللقاءات الفكرية التي جرت في صالات المعرض منذ افتتاحه قبل اكثر من اسبوع "تضمنت آراء وعرضت مواقف ضد التفاوض مع اسرائيل ومطالبات بدعم الانتفاضة". وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن تعاملت مع منظمي المسيرة بدافع الحفاظ على الأمن والخشية من استغلال المسيرة وارتكاب ما يعرّض سلامة رواد المعرض لأضرار أو مخاطر. ندوتان وكانت القاعة الرئيسية للمعرض شهدت مساء الخميس ندوتين شعريتين كانتا الأكثر حضوراً منذ افتتاح فعاليات المعرض. وألقى الشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي في الأمسية الأولى، التي حضرها وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك والشاعر الفلسطيني محمود درويش، قصائد حوت هجوماً شديداً على اسرائيل ورفض اسلوب التفاوض مع اي حكومة إسرائيلية، وتؤكد ضرورة دعم الانتفاضة الفلسطينية. وداعب جمهور الحاضرين عبد ربه اثناء إلقاء قصيدة الابنودي "الموت على الاسفلت" التي تمجد الانتفاضة بالتعليق على ابيات القصيدة بالتصفيق واطلاق العبارات الساخرة من المفاوضات الماراتونية التي جرت في مدينة طابا الساحلية المصرية وشارك فيها الوزير الفلسطيني. و تبارى في الأمسية التالية الشاعران الفلسطيني محمود درويش والمصري احمد عبد المعطي حجازي بقصائد تمجد كفاح الشعب الفلسطيني وسط حفاوة بالغة من الجمهور. وسبق الأمسيتين حفلة تكريم اقامتها وزارة الثقافة الفلسطينية للفنانين المصريين الذين لعبوا ادواراً في دعم الانتفاضة. وتسلم المخرج السيد راضي الجائزة التي منحتها لجنة جوائز فلسطين الثقافية لعام 2000، والتي يرأسها درويش، نيابة عن الفنانين المصريين. وتحدث خلال الاحتفال وزير الثقافة المصري السيد فاروق حسني، وأكد "وقوف مصر إلى جانب الكفاح المشروع للشعب الفلسطيني من أجل استرداد كامل ترابه الوطني الذي هو ملك للفلسطينيين والشعوب العربية كلها". وأعرب عبد ربه عن "الاعتزاز بمواقف مصر الثابتة في هذه الظروف الصعبة، ومؤازرتها للتصدي لكل محاولات عزل فلسطين اقليمياً ودولياً". أما درويش فقال "ان الانتفاضة الفلسطينية صححت العلاقة بين مفهومي التحرر والسلام"، واضاف "ان الفن المصري نقل مفهوم الحرية إلى كل ضمير فلسطيني، وأسهم نوعياً في صياغة الهوية الفلسطينية الثقافية".