أثار فوز اول قطرية وخليجية بمقعد في لجنة حقوق الطفل التابعة للامم المتحدة اجواء ارتياح في الدوحة امس، خصوصاً في الاوساط النسائية. وسجلت الدكتورة غالية بن محمد بن حمد آل ثاني رئيسة اللجنة الوطنية لذوي الحاجات الخاصة المعاقون اول انتصار من نوعه للقطريات والخليجيات بحصولها على مقعد في هذه اللجنة الدولية في انتخابات جرت لاختيار خمسة اعضاء جدد. وقالت في حديث هاتفي مع "الحياة" من نيويورك قبل وصولها الى الدوحة انها تهدي هذا الفوز "الى الامير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته الشيخة موزه المسند" رئيسة المجلس الاعلى لشؤون الأسرة. واعتبرت فوزها "انتصاراً للبلد وأهلها اكثر منه فوزاً شخصياً فللمرة الاولى تدخل قطر عضواً في لجنة تابعة للهيئة الدولية". ورأت ان اجمل ما في النتيجة حصولها على نسبة كبيرة من الاصوات 93 صوتاً "جعلتني أتبوأ الموقع الثاني في عدد الاصوات في اطار منافسة شديدة لاختيار خمسة اعضاء". وفيما عبّرت عن سعادتها بفوزها "من الجولة الاولى من دون جدال او نقاش" اعتبرت مهمتها الجديدة فرصة كبيرة "تتيح لي خدمة الطفل على المستوى العالمي خصوصاً على الصعيد العربي والخليجي". وعزت فوزها في منافسة شارك فيها ممثلو 23 دولة الى "جهود ديبلوماسية رائعة بذلها مندوب قطر الدائم لدى الاممالمتحدة السفير ناصر النصر اضافة الى خبرتي في التعامل مع الطفل منذ سنوات كطبيبة وفي لجنة ذوي الحاجات الخاصة". وعبّرت عن اعتزازها كونها "المرأة العربية الوحيدة التي شاركت في انتخابات هذه اللجنة الدولية". ولفتت الى ان "من دواعي الفخر لنا في قطر ان حصولنا على هذا المقعد يأتي مواكباً ومسايراً لمسيرة نهضة المرأة القطرية التي تعلّمت منذ سنوات طويلة لكنها بدأت تظهر في المجتمع اكثر من اي وقت مضى خلال السنوات الخمس الماضية" منذ تولي الشيخ حمد بن خليفة الحكم في عام 1995. وسألتها "الحياة" هل تعتقدين ان جلوسك على مقعد في لجنة دولية سيدعم مسيرة القطريات فقالت "ان المرأة القطرية اثبتت نجاحها وتسير الآن بخطى واثقة" واعربت عن اعتقادها انها "ستأخذ حقها في المناصب وغيرها من خلال كفاءتها وستتاح لها الفرصة مثل الرجل تماماً". وأضافت ان "للشيخة موزه تأثيراً واضحاً فهي تدعم المرأة وتشجعها على السير بخطى صحيحة وانني أتنبأ بمستقبل باهر لزميلاتي حاملات الشهادات او الخبرة". وشددت على ان هناك مجالات عمل، في ميادين الطب والتعليم والادب وغيرها لكنها رأت "ان من يتميز بموقعه الوظيفي سيكون بسبب الكفاءة وليس لأن الشخص امرأة". وقالت رداً على سؤال عن اولوياتها في هذه المرحلة "اننا في المنطقة الخليجية محظوظون لان الله انعم علينا بالاهتمام بالصحة والتعليم لكن هناك امور سأركز عليها وبينها موضوع مطروح في قطر حالياً هو موضوع استخدام الاطفال في سباقات الهجن فنحن محتاجون الى حماية الطفل في هذا المجال ونسعى الى ايجاد قوانين تحميه اثناء مشاركته في السباقات". واعلنت وجود مشاريع عدة في المجلس الاعلى للاسرة "تصبّ كلها في مجال الطفل" وقالت: "سنعمل على رفع مستوى مركز الشفاح لذوي الحاجات الخاصة ليكون عالمياً كما سنعمل لغرس قيم معينة في الطفل القطري ليشارك في فعاليات المجتمع". وتمنت الدكتور غالية "ان يكون للمرأة في بلادها دور فاعل في البرلمان المنتخب المقبل" الذي قال الشيخ حمد انه سيشكل خلال 18 شهراً، وعن مشاركة المرأة في مجالات الرياضة أيّدت ذلك "ما دام هذا لا يتعارض مع الدين والقيم" لكنها شددت على مسألة التدريب والتعليم والتأهيل".