واشنطن - "الحياة"، أ ف ب - دعت مجموعة محللين دولية الى تحرك ديبلوماسي لوضع حد للحرب الاهلية في السودان مقترحة رعاية دولية لتسوية النزاع الذي يدور بين شمال السودان وجنوبه عبر التفاوض. ووزع فريق عمل خاص يشرف عليه مركز الدراسات الاستراتيجية المتقدمة في واشنطن تقريرا عن الوضع في السودان يقدم تصورا للادارة الاميركية في شأن سبل انهاء الحرب الاهلية في السودان ويطالب الادارة الجديدة باعطاء الموضوع السوداني اولوية في سياستها. وقال رئيس المركز جون هامر ان التقرير يعطي صانعي السياسة الاميركية استراتيجية عملية ومركزة لايجاد حل سلمي وعادل في السودان. ومول فريق العمل معهد السلم في الولاياتالمتحدة. ووجه التقرير انتقادات حادة للحكومة السودانية خصوصا لضربها اعمال توزيع الاغاثة وعدم سعيها لوقف تجارة الرق. وطلبت المجموعة من الادارة الاميركية الجديدة تشكيل ائتلاف دولي يشرف على مفاوضات السلام بين الاطراف المتناحرة في السودان. وتقترح المجموعة ان تشارك بريطانيا والنروج والدول المجاورة للسودان في هذا الائتلاف الى جانب الولاياتالمتحدة. وضمت المجموعة ممثلين عن الحكومة الاميركية والامم المتحدة والنروج ومنظمات غير حكومية وباحثين افارقة. وتقول المجموعة ان هذه المبادرة ترمي الى الحفاظ على وحدة السودان وضمان حقوق الشمال والجنوب. ويقترح النص تشجيع صيغة "دولة واحدة ونظامان" التي تعتقد المجموعة انها "ستحافظ على وحدة السودان في حال طبقت بالشكل المناسب واقترنت بضمانات دولية". واضاف النص ان هذا الخيار يمكن في الحفاظ على وحدة السودان مع منطقتين قابلتين للاستمرار تتمتعان بحكم ذاتي. وقال ان الخيار قادر حتى على "حض حكومة الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان على العودة الى طاولة المفاوضات". واضافت المجموعة ان الحرب في السودان هي الاصعب في افريقيا وقد تؤدي الى زعزعة الاستقرار في هذه القارة. وانتقدت المجموعة سياسة الادارة الاميركية السابقة في شأن هذا الملف معتبرة انها احرزت "تقدما محدودا لوضع حد لهذه الحرب واصلاح سياسة الخرطوم او الحد من الازمة الانسانية". وكانت ادارة الرئيس السابق بيل كلينتون ادرجت السودان على لائحة الدول الراعية للارهاب وفرضت على الخرطوم عقوبات تجارية وحاولت عزله على الساحة الدولية. واوصى التقرير لدى الرئيس جورج بوش بتعجيل استئناف نشاط السفارة الاميركية في الخرطوم وتعيين سفير جديد في هذا البلد. واضاف ان على الولاياتالمتحدة ايضا ان تحاول التوصل الى نتيجة في المفاوضات الاميركية - السودانية في شأن الارهاب. واكدت المجموعة اهمية السودان الذي اصبح في 1998 دولة منتجة للنفط. وبلغت العائدات النفطية السودانية 500 مليون دولار العام الماضي . وتراجع نفوذ مركز الدراسات الاستراتيجية اثناء عهد الادارة الديموقراطية السابقة، الا ان عودة الجمهوريين الى البيت الابيض اعطت زخما للمركز مجددا نتيجة وجود عدد من الجمهوريين في صفوف المعهد اضافة الى قرب المركز من وزارة الدفاع الاميركية. وتم الاعلان عن التقرير في ندوة حوار في متحف المحرقة اليهودية في واشنطن . وافتتح المؤتمر السيناتور ويليام فيرست وعضو الكونغرس فرانك وولف وكلاهما عضوان في فريق العمل الخاص.