القاهرة - أ ف ب - انتقد رئيس الوزراء السوداني السابق زعيم حزب الامة المعارض السيد الصادق المهدي امس تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت التي اكدت ان واشنطن تدعم في شكل حصري جهود الدول الاعضاء في السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف إيغاد لتحقيق السلام في السودان. وقال المهدي لوكالة "فرانس برس": "ان ايغاد لا يمكن ان تكون وحدها منبراً لتناول الشأن السوداني ولا يمكن ان تكون اطاراً مناسباً لحل القضية السودانية الا اذا تم توسيع اجندتها لتشمل كل مشاكل السودان شماله وجنوبه". وكانت اولبرايت قالت اول من امس في نيروبي "ان العملية التي تنفذها إيغاد هي الوسيلة الفضلى للتقدم ونحن لا ندعم اي جهود اخرى يقترحها البعض مثل مصر وليبيا". واضاف المهدي: "اعتقد ان تقدير اولبرايت اذا كان يعني ان الولاياتالمتحدة لن تدعم هذه المبادرة فحسب ولكنها لن تقاومها فهذا شأنهم وقد اخذنا علماً به ... وإذا كانت تقصد ان الولاياتالمتحدة لا تدعم المبادرة المصرية - الليبية ولكنها لا تعارضها فان ذلك يخصها ونحن ناخذ ذلك في الاعتبار". واضاف "لكن حتى تكتسي مساعي إيغاد اهمية يجب التوصل الى مبادرة جديدة بهدف اشراك البلدان المجاورة للسودان في شمال افريقيا". وتشرف ايغاد على المفاوضات بين حكومة الخرطوم و"الجيش الشعبي لتحرير السودان" في الجنوب بقيادة العقيد جون قرنق بهدف التوصل الى وضع حد للحرب الاهلية المتواصلة في جنوب السودان منذ 16 سنة. ولا تشارك في هذه المفاوضات احزاب المعارضة الشمالية. وانتقد الرجل الثاني في الحزب الشيوعي التيجاني الطيب ايضاً تصريحات اولبرايت قائلا "من المؤسف ان تدلي اولبرايت بمثل هذه التصريحات في الوقت الذي نبذل فيه التجمع الوطني الديموقراطي، إئتلاف المعارضة السودانية الشمالية والجنوبية جهوداً للتنسيق بين المبادرة المصرية - الليبية من جهة ومبادرة إيغاد من جهة ثانية". واضاف "ان هذه التصريحات تعيق امكان التنسيق وتعقد الامور، خصوصاً اننا نعتقد بان المبادرة المصرية تقدم اطاراً يشمل السودان كله شماله وجنوبه في حين ان آلية الايغاد جزئية تتعامل مع الجنوب فقط، لكنها تقدم مشروعاً ملموساً يصلح اساساً للحل في حال ادخال بعض التعديلات عليه". وقرر قياديو "التجمع الوطني الديموقراطي" الخميس في اعقاب اجتماع استمر ثلاثة ايام في القاهرة ان يعكفوا على التوفيق بين مبادرة "إيغاد" والمبادرة المصرية - الليبية من اجل المصالحة السودانية.