} أعلنت بلغراد عن عزمها تخفيض قواتها الموجودة جنوب صربيا، واقترحت حلاً اقليمياً لمشاكلها مع الالبان، في وقت أطلقت القمة البلقانية التي عقدت في العاصمة المقدونية سكوبيا تفاؤلاً باستقرار المنطقة وحسن الجوار بين دولها. أعلن نائب رئيس الحكومة الصربية نيبويشا تشوفيتش، المكلف متابعة مشكلة جنوب صربيا، ان بلغراد مستعدة لخفض عديد قواتها العسكرية، من الجيش والشرطة، في المنطقة "إذا هدأت الأوضاع وتوقف المسلحون الالبان عن شن هجمات على المواقع العسكرية اليوغوسلافية". وأكد وزير الخارجية اليوغوسلافي غوران سفيلانوفيتش، ان السلطات في بلغراد، تريد حلاً لمشاكلها العرقية الداخلية، تشارك فيه كل الدول المجاورة لصربيا وممثلون عن المجتمع الدولي "يؤدي الى سرعة تحقيق السلام في يوغوسلافيا وتوفير الاستقرار في البلقان". وأوضح ان الاقتراح اليوغوسلافي، يشمل حواراً مفتوحاً مع البان كوسوفو وجنوب صربيا "يتم ضمن التعاون الجماعي في المنطقة، لتثبيت مطالب الالبان وضمان حقوقهم استناداً الى الشرعية الدولية". وأشار وزير الخارجية الالباني باسكال ميلو الى أهمية المحادثات بين سلطات بلغراد من جهة والالبان في كوسوفو وصربيا من جهة أخرى "لحل المشاكل القائمة بين الطرفين بالوسائل السلمية". ومعلوم ان بلغراد أكدت استعدادها لمنح البان كوسوفو حكماً ذاتياً واسعاً بالشكل الذي يناسبهم، شريطة التخلي عن مطلب الاستقلال، فيما ترى ان وضع البان جنوب صربيا مختلف لقلة عددهم حوالى 70 ألف نسمة في ثلاث بلديات وان حل مشكلتهم ينبغي ان يتم في اطار الحقوق الإنسانية المحددة دولياً للأقليات العرقية. وكان مؤتمر القمة البلقانية، الذي اختتم أعماله أول من أمس الجمعة في سكوبيا، بعث برسالة شديدة اللهجة لالبان كوسوفو الذين يصرون على الاستقلال، ودعا المسلحين في جنوب صربيا الى وقف نشاطاتهم العسكرية والقبول بالخطة السلمية التي أعدتها حكومة بلغراد وحظيت بدعم الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. وأثنت وسائل الإعلام في منطقة البلقان أمس على "القرارات الإيجابية" التي صدرت عن قمة دول المنطقة، وذكرت صحيفة "دنيفنيك" الصادرة في سكوبيا ان هذه القمة "وضعت نهاية لأخطار التطرف العرقي في البلقان الجديد". ونقلت الصحيفة عن مسؤول الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قوله: "ينبغي على كل القادة القوميين الالبان ان يكونوا، حالاً، في مجال الاستجابة لمطلب وقف الأعمال التي تلحق ضرراً باستقرار المنطقة". واعتبرت دعوة رئيس الوزراء الالباني ايلير ميتا البان كوسوفو وجنوب صربيا "لتأكيد رغبتهم بالعيش مع الصرب" أولى ثمار الاتفاق على عودة العلاقات الديبلوماسية بين تيرانا وبلغراد. وناشد ميتا السلطات في بلغراد الافراج عن كل الالبان الموجودين في المعتقلات الصربية وكشف مصير المفقودين منهم "من أجل توفير المحفزات للالبان على تجاوز مآسي الماضي".