واشنطن - أ ف ب - رويترز - أ ب - في أول اجتماع مع زعيم أوروبي، استقبل الرئيس الأميركي جورج بوش في كامب ديفيد مساء أمس رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وأجريا محادثات مثقلة بالملفات والقضايا الحساسة بدءاً من أزمة "الدرع الصاروخي"، مروراً بالعراق، وانتهاء بالخلافات الزراعية والاقتصادية بين طرفي شمال المحيط الأطلسي. ويسعى بلير خلال زيارته التي بدأها أول من أمس الى واشنطن، والأولى لمسؤول أوروبي منذ تولي جورج بوش رئاسة الولاياتالمتحدة الى اعادة تأكيد "العلاقات المميزة" التي تربط بين لندنوواشنطن. وشارك في اللقاء الأميركي - البريطاني، الى بوش وبلير، كل من وزير الخارجية الأميركي كولن باول ونظيره البريطاني روبين كوك ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس. ويأمل بلير من اللقاء "اقامة علاقة ثقة شخصية تتيح التحدث في صراحة، وحل المشكلات العالمية في صورة واقعية وعملية. وسيحاول بلير وبوش تخفيف حدة التوتر الأميركي - الأوروبي الذي نشأ أخيراً بسبب المشاريع الأميركية الدفاعية خصوصاً برنامج الدرع الصاروخي "الدفاع الصاروخي الوطني" ان ام دي. واعتبر بلير في واشنطن، ان مناقشة البرنامج الصاروخي الأميركي "مسألة حساسة ومحقة" خصوصاً ان روسيا حذرت من احتمال ان يؤدي الى سباق تسلح. وأعلن تفهمه المخاوف الأميركية من احتمال حصول منظمات ارهابية على اسلحة نووية تهدد بها الولاياتالمتحدة. وقال إن الأميركيين ابدوا استعداداً لمناقشة مسألة الدفاع الصاروخي مع حلفائهم ومع الدول الرئيسية المعنية بهذه المسألة. ودعا كوك الى ان تأخذ واشنطن الملاحظات الروسية في الاعتبار، والى ان تتعاطى مع المسألة، في حذر. وقال: "اذا اصرت الولاياتالمتحدة على المضي قدماً في برنامجها الصاروخي، فمن الضروري ان يتم ذلك في شكل يحد من التوتر ويسهم في الأمن العالمي". وأضاف ان على واشنطن "البحث في المسألة مع روسيا لأن البرنامج الأميركي قد ينتاقض مع "المعاهدة المضادة للصواريخ الباليستية" أي بي ام الموقعة عام 1972 والتي تعتبرها موسكو الحجر الأساس في الحد من سباق التسلح النووي. وناقش بلير أيضاً مسألة قوات التدخل السريع التي سيشكلها الاتحاد الأوروبي، وترى واشنطن انها مضرة بوحدة دول الحلف الأطلسي ناتو. وكان بلير وصل الى واشنطن آتياً من اوتاوا حيث التقى نظيره الكندي جان كريتيان، واثار معه قضية التبادل التجاري عبر الأطلسي. وقال بلير ان على الاتحاد الأوروبي ومنظمة التجارة الحرة لأميركا الشمالية ان تضما جهودهما لتعزيز تحرير التجارة في العالم. ومن المتوقع ان تنهي محادثات بلير وبوش قضايا عالقة بين الأوروبيين والأميركيين، خصوصاً في شأن صادرات اللحوم والموز.