قصة: زكريّا تامر رسوم: محمّد الصّيرفي التقت دجاجة يوماً بحمارين، فسارعت إلى الأنين والشّكوى. إستولى الفضول على الحمارين، وقال واحد منهما للدّجاجة متسائلاً: "ما بكِ يا صديقتنا؟". قالت الدّجاجة: "الثّعلب يطاردني من مكان إلى مكان حتى أتعبني أشدّ التّعب، وها هو ذا اليوم الذي سيأكلني فيه قد اقترب". قال الحمار الأوّل: "يجب ألاّ تيأسي، فاليأس مرض مؤذٍ، والمصاب به مهزوم لا محالة". قالت الدّجاجة: "الكلام المتفائل سهل على من لا يطارده ثعلب ذو أنياب تقتل". قال الحمار الثاني: "اذاً، ماذا ستفعلين؟!". قالت الدّجاجة: "أنا مجرّد دجاجةٍ مسكينة لا تقوى على التفكير في احوالها". قال الحمار الأوّل: "لا تفكّري. نحن سنفكّر. نحن مشهوران بتفكيرنا العميق". هزّ الحمار الثاني رأسه موافقاً على ما قاله رفيقه، ثمّ قال: "علينا أن نساعدها. علينا أن نفكّر بدلاً منها ما دامت لم تعد قادرةً على التّفكير". صاحت الدّجاجة مبتهجةً: "هيّا فكّرا في أحوالي وأرشداني إلى وسيلة تنجيني من عدوّي الثّعلب". وفكّر الحماران طويلاً، وتبادلا الآراء همساً، ثم قال احد الحمارين للدّجاجة بصوتٍ وقورٍ: "أبشري... زال همّك وغمّك، فقد عثرنا على وسيلةٍ تقضي على الثّعلب عدوّك المفترس". أطلقت الدّجاجة صيحة غبطةٍ بينما تابع الحمار الكلام قائلاً: "النّمر يكره الثّعلب، فإذا ذهبت إلى النّمر شاكيةً، فلا بدّ من أنّه سيخلّصك من عدوّك". أعجبت الدّجاجة بالاقتراح، وبادرت إلى العمل به، وقصدت النّمر باكيةً شاكيةً، وأسهبت في التّحدّث عن شراهة الذّئب، ولكنّها لم تكمل كلامها بسبب حادث مؤسفٍ مباغتٍ جلعها تستقرّ في معدة النّمر. صادرة عن "دار الآداب" للصّغار