يتقاطع التحرك اللبناني في اتجاه الدول الكبرى والفاعلة والدول العربية، مع حركة وفود أجنبية وعربية تزور بيروت، في نقطتين: شرح الموقف الرسمي من الوضع في الجنوب ومن الصراع العربي - الإسرائيلي، والبحث عن سبل للتخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية، بعقد اتفاقات أو بتحفيز الشركات والرساميل على الاستثمار في لبنان. بيروت - "الحياة" - في أول زيارة للفاتيكان وايطاليا، يتوجه رئيس الجمهورية اميل لحود الى روما في الأول من آذار مارس المقبل، على رأس وفد يضم نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس والمدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد، على أن ينضم اليه سفيرا لبنان في الكرسي الرسولي فؤاد عون وفي ايطاليا سمير خوري. وينتظر ان يبدأ لقاءاته الرسمية في اليوم التالي وتشمل البابا يوحنا بولس الثاني ونظيره الايطالي كارلو تشامبي، وكبار المسؤولين في الفاتيكانوايطاليا، ويعود الى بيروت في الرابع من آذار. وتتناول محادثاته الوضع في المنطقة في ضوء تعثر العملية السلمية، اضافة الى العلاقات الثنائية، وتتسم بأهمية خاصة لما للفاتيكان من دور في دعم الموقف اللبناني والحفاظ على صيغة العيش المشترك بين اللبنانيين. ويترأس رئيس المجلس النيابي نبيه بري وفد لبنان الى مؤتمر البرلمانيين العرب الذي سيعقد في أبو ظبي الأحد المقبل، وقد عرض مع لحود أمس المواضيع المطروحة على جدول أعماله، واطلعه على نتائج اجتماعه الأخير مع الرئيس السوري بشار الأسد. ويستأنف رئيس الحكومة رفيق الحريري جولته العربية، ويزور الأردن الأربعاء والخميس المقبلين ويعقد محادثات مع كبار المسؤولين الأردنيين وفي مقدمهم الملك عبدالله ونظيره الأردني علي ابو الراغب، يركز فيها على الوضع في المنطقة والاحتمالات المترتبة على وصول آرييل شارون الى رئاسة الحكومة في إسرائيل. وقال وزير الاعلام الأردني طالب الرفاعي إن الزيارة تندرج ضمن التحضيرات للقمة العربية في عمان، نهاية الشهر المقبل، وتتناول "قضايا ثنائية واتفاقات اقتصادية وتجارية"، فضلاً عن اتفاق الغاز الطبيعي الذي وقع الشهر الماضي بين لبنانوالأردن وسورية ومصر. وفي موازاة التحرك الخارجي المرتقب، حفلت الساحة السياسية بحركة وفود لافتة. فالتقى الرئيس لحود رئيس وزراء الغابون جان فرنسوا نتوتوم إمانه وتسلم منه رسالة من نظيره الغابوني الحاج عمر بونغو ركزت على أهمية علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين والحرص على تعزيزها، وتلقى منه دعوة الى زيارة باماكو. وأكد الرئيس اللبناني في المقابل "التصميم على تعزيز هذه العلاقات"، واعداً بتلبية الدعوة. وعرض لحود مع وفد أميركي من "مركز الشرق الأوسط للسلام والتعاون الاقتصادي" الخطوات التي تقوم بها الدولة اللبنانية لتعزيز مسيرة النهوض الاقتصادي، وشرح له الرؤية اللبنانية لعملية السلام بعد التعثر الذي أصيبت به. وعرض لوفد الغرفة العربية - السويسرية للتجارة والصناعة الوضع الاقتصادي ومجالات الاستثمار في لبنان والتسهيلات التي يقدمها لجلب الاستثمارات "في ظل استقرار نقدي وتشريعي يوفر الفرص الكفيلة بجعل استثماراتهم مجزية". وأكد "ان الاجراءات هدفها اعادة لبنان مركز استقطاب تجارياً واقتصادياً بين دول المنطقة". وكان رئيس الوزراء الغابوني زار نائب رئيس الحكومة عصام فارس وغرفة التجارة والصناعة في بيروت. وشدد فارس على "أهمية الروابط الثنائية بين البلدين وبناء توافق وتعاون بين العالم العربي وافريقيا". ومساء أمس، وصل إلى بيروت، آتياً من القاهرة، الأمين العام لمنظمة الفرنكوفونية بطرس غالي، للاعداد للقمة الفرنكوفونية التي تعقد في بيروت. والتقى كلاً من الرئيسين بري والحريري.