في حضور ذوي الشهداء ونواب عرب في الكنيست وشخصيات اعتبارية من مختلف انحاء الوسط العربي ووسط اهتمام اعلامي، محلي ودولي، بدأت لجنة التحقيق الرسمية التي عينتها الحكومة الاسرائيلية للتحقيق في ملابسات استشهاد 13 مواطناً عربياً في المواجهات مع قوى الامن ابان هبّة الجماهير العربية تضامناً مع انتفاضة الاقصى، في تشرين الاول اكتوبر الماضي، مداولاتها العلنية امس والاستماع الى افادات الشهود. وشهدت الجلسة الاولى اجواء توتر، خصوصاً عندما ادلى اربعة جنود، تنسب العائلات اليهم ارتكاب جريمة قتل الشاب رامي غرّة من قرية جت في المثلث بإفاداتهم. وعلا صراخ وبكاء امهات الشهداء اللاتي حضرن يحملن صور ابنائهن، حين تقدم المدعو مرشد راشد، وهو جندي في "حرس الحدود" الاسرائيلي للادلاء بشهادته وانهالت عليه والدة الشهيد ونعتته بالمجرم وحاول احد اقاربها الاقتراب منه فتدخلت قوات الامن وفضّت الاشتباك وقرر رئيس اللجنة القاضي ثيودور اور تعليق الجلسة حتى تهدأ الامور. واستمعت اللجنة الى افادات اربعة جنود وثلاثة مواطنين ولم تخل افادات الجنود من التناقضات، خصوصاً في شأن التعليمات من رؤسائهم باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من دون ان يتعرضوا الى خطر. وارتبك احد الجنود في الرد على سؤال عضوي اللجنة البروفيسور شمعون شمير والقاضي العربي سهيل جراح هل تلقى تعليمات واضحة باطلاق الرصاص بهدف اصابة المتظاهرين فردّ المدعو ابراهام بار: "بادرنا الى اطلاق الرصاص ثم تعرض رئيس الكتيبة الى الرشق بالحجارة وعندما أمرنا هذا، واسمه سعيد ابو ريش باطلاق الرصاص المطاطي بهدف الاصابة وتخويف الآخرين ليهربوا الى منازلهم". وتلعثم الجندي حين سُئل لماذا لم يطلق النار في الهواء لتخويف المتظاهرين. واكد الشاب محمد وتد في افادته ان الشهيد رامي غرّة قتل برصاص مطاطي اطلق نحو رأسه من مسافة امتار قليلة من دون ان يشكل اي خطر على قوات الامن. وعبّر ذوو الشهداء عن املهم في ان تتسم اعمال لجنة التحقيق بالموضوعية وتطرح الاسئلة الصحيحة. وشككت جميلة عاهلة، والدة الشهيد أسيل بأن تظهر الحقيقة، مع انتهاء اعمال اللجنة "فالدولة بمؤسساتها المختلفة تنتهج سياسة معادية للمواطنين العرب ولذا لست متفائلة بما ستتمخض عنه اعمال اللجنة". واحتج المركز القانوني لحقوق الاقلية العربية "عدالة" على عدم تمكن محامي المركز ولجنة المتابعة الخاصة باستجواب الشهود وقصره على اعضاء اللجنة، وان نظام عمل اللجنة لا يوفر الحق الاساسي للطرف المعتدى عليه. واستهجن المركز، الذي قدم قبل شهر تلخيصاته للمواجهات التي حصلت للجنة التحقيق ان تبدأ اللجنة مداولاتها العلنية قبل ان تنهي جمع كل المواد والادلة اللازمة مثل وجهات نظر مختصين طبيين حول ظروف سقوط الشهداء واصابة الجرحى كما لم تستمع الى وجهة نظر القيادات المحلية العربية واستمعت في المقابل لوجهة نظر الشرطة وقائد لوائها الشمالي اليك رون.