} أثارت تقارير اجنبية عن ارتكاب "طالبان" مجازر ضد الشيعة في افغانستان، قلقاً وجدلاً على نطاق واسع محلياً واقليمياً. وتحدثت التقارير عن تصفية الحركة 300 من الشيعة لدى دخولها معقلهم في ولاية باميان، في حين كشف النقاب عن فيلمين سجلا سراً، يصوران مقبرتين جماعيتين للضحايا. ونفت مصادر "طالبان" صحة التقارير واتهمت المجتمع الدولي بالتغاضي عن مجازر ضد انصارها. إسلام آباد - "الحياة"، أ ف ب - اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" العالمية المدافعة عن حقوق الانسان حركة "طالبان" بقتل مئات المدنيين الشيعة في وسط افغانستان خلال الاشهر التسعة الاخيرة، لمعاقبة السكان المحليين الذين تتهمهم بمساعدة التحالف المناهض لها. واكد تقرير المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، ان جرائم "طالبان" اسفرت عن سقوط اكثر من 330 قتيلاً من ابناء قبيلة الهزارة الشيعية التي تشكل غالبية في هذه المنطقة الواقعة وسط البلاد وتسمى هزاراجات. وافاد التقرير ان آخر مجزرة ارتكبتها "طالبان" في المنطقة، اسفرت عن مقتل حوالى 300 شخص في مدينة ياكاولانغ في ولاية باميان الشهر الماضي. واشار الى ان هذه المجزرة جاءت بعد اقدام مسلحي الحركة على اعدام 31 معتقلاً من الهزارة بينهم 26 مدنياً، قرب ممر روباتاك على الحدود بين ولايتي بغلان وسمنجان في ايار مايو الماضي. واكدت الاممالمتحدة صحة هذا النبأ، موضحة ان تقارير خاصة وردتها اواسط الشهر الماضي، تشير الى سقوط مئة قتيل من الشيعة في مجازر ارتكبت في باميان. وارفقت "هيومن رايتس ووتش" الملف حول المجازر الذي ارسلته الى الاممالمتحدة، بافلام فيديو تصور مقبرتين جماعيتين في المنطقة ولائحة باسماء الضحايا، مطالبة بفتح تحقيق في اعمال القتل والاعدام هذه. واوضحت المنظمة في تقريرها ان مسلحي "طالبان" دخلوا ياكولانغ والقرى المحيطة بها حيث اجروا عمليات بحث، واعتقلوا 300 مدني بينهم عاملون محليون في منظمات اغاثة. واضافت: "اقتيد المعتقلون الى مراكز تجميع وسط الولاية حيث اقدمت فرق اعدام على تصفيتهم رمياً بالرصاص، امام سائر السكان". ومعلوم ان قادة الهزارة ينتمون الى حزب الوحدة الموالي لطهران المنضوي في اطار التحالف العسكري الاوزبكي - الطاجيكي الذي يحارب "طالبان" منذ بروزها على الساحة الافغانية عام 1994. وكان عدد من المنظمات الاجنبية ابدى قلقاً بالغاً ازاء عمليات التصفية والتعذيب التي تطاول المعتقلين من دون محاكمتهم. ولم يكن التحالف المناهض ل"طالبان" في منأى عن تلك الاتهامات، خصوصاً لدى تعرض اكثر من الفين من مسلحي الحركة للقتل في مزار الشريف عاصمة الشمال الافغاني في ايار مايو 1997. وجاء ذلك لدى فشل محاولة للحركة للسيطرة على الشمال، الامر الذي نجحت فيه العام التالي، وترافق ذلك مع تقارير عن اقدامها على تصفية المئات من سكان المنطقة المدنيين، انتقاماً لقتلاها. "طالبان" تنفي وفي المقابل، نفت "طالبان"صحة التقارير. وقال مندوبها السفير الأفغاني في إسلام آباد عبدالسلام ضعيف ان هذه التقارير "محض دعاية من جانب أعداء الحركة التي تؤمن بالإسلام عقيدة ولا يمكن لها أن ترتكب مثل هذه الأخطاء الشرعية". ودعت قيادة الحركة في قندهار الصحافيين إلى زيارة المنطقة "للتحقق بأنفسهم من الدعايات التي تروج لها أوساط المعارضة"، فيما استبعد مراقبون أن توافق "طالبان" على التعاون مع لجنة تحقيق دولية في هذه المجزرة، تجاوباً مع طلب في هذا الشأن لمقرر حقوق الانسان في الأممالمتحدة.