اتفق وزراء المال وحكام المصارف المركزية في الدول الصناعية السبع على التنسيق والعمل من أجل تحقيق نمو مستدام للاقتصاد العالمي وذلك من خلال الاجتماعات واللقاءات بين كبار المسؤولين في هذه الدول. باليرمو ايطاليا - رويترز، أ ف ب - افتتح وزراء المال وحكام المصارف المركزية في مجموعة الدول الصناعية السبع أمس اجتماعهم في باليرمو في جزيرة صقلية للبحث في الوضع الاقتصادي العالمي وسط مخاوف من مستقبل الاقتصادين الاميركي والياباني واجراءات امنية مشددة. وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان نحو مئة متظاهر من اليسار المتطرف تجمعوا امام القصر السابق لملوك النورمان في صقلية حيث يلتقي الوزراء الغربيون. واجرى وزير الخزانة الاميركي بول اونيل قبل الظهر مشاورات مكثفة مع نظرائه لتبديد المخاوف التي ظهرت اثر تصريحات ادلى بها تتعلق بالدولار القوي، إذ قبيل حضوره للمرة الاولى اجتماعاً للدول السبع، القى وزير الخزانة الاميركي اسواق العملة في حالة من التشوش يوم الأول من أمس عندما شكك في سياسة تتبعها واشنطن منذ اعوام للحفاظ على "دولار قوي" وهي حجر زاوية في الانتعاش الاقتصادي الذي نعمت به الولاياتالمتحدة خلال التسعينات. وقال اونيل لصحيفة "فرانكفورتر الجيماينه تسايتونغ" الالمانية: "لا نتبع... كما يقال كثيراً... سياسة الدولار القوي". وتسببت تصريحاته في تراجع الدولار واثارت تكهنات في شأن ما اذا كانت الحكومة الاميركية الجديدة التي تولت مهامها منذ اقل من شهر ملتزمة الحفاظ على عملة قوية. ولعبت قيمة الدولار دوراً حاسماً في جذب الاستثمارات الأجنبية الى الاصول الاميركية خلال التسعينات ومن شأن اي عمليات بيع لفترة طويلة ان تؤثر على اسعار الاصول والاسواق في انحاء العالم. وانتعش الدولار في وقت لاحق وعوض بعض خسائره بعدما نفى مسؤول في الخزانة الاميركية سافر مع اونيل للمشاركة في اجتماعات الدول السبع في ايطاليا اي تغير في موقف واشنطن. الغارات انعشت الدولار كما جاءت أنباء قيام طائرات اميركية وبريطانية بشن هجمات على العراق لتثير موجة من عمليات شراء الدولار بوصفه ملاذاً آمناً. لكن هذا الانتعاش كان وقتيا وانهى الدولار تعاملات أمس على 42،91 سنت مقابل اليورو الاوروبي اي بانخفاض واحد في المئة تقريباً. وعقد وزراء المال ومحافظو البنوك المركزية لقاءات ثنائية في بلازو دي نورماني الذي شيد فوق انقاض قلعة رومانية في القرن الثاني عشر الميلادي قبل ان تبدأ الاجتماعات الرسمية للمجموعة. وكان من بين اللقاءات اجتماع وزير الخزانة الاميركي مع وزير المال الياباني كييشي ميازاوا الذي بحث في اهمية قيام "تعاون وثيق بين البلدين". وحضر هذه الاجتماعات رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي الن غرينسبان وحاكم بنك اليابان المركزي ماسارو هيامي ورئيس البنك المركزي الاوروبي فيم دوزنبرغ. ويأتي حضور اونيل وسط اجواء يميزها تباطؤ مفاجىء للاقتصاد الاميركي قد يضع نهاية لنمو اكبر اقتصاد في العالم دام عقداً تقريباً بل وقد يصل في نهاية الأمر الى تراجع النمو العالمي بأكلمه. نمو ومن المتوقع ان تنمو منطقة اليورو بنسبة ثلاثة في المئة لتتقدم بذلك للمرة الأولى خلال عقد كامل على الولاياتالمتحدة التي يتوقع مصرفها المركزي نمواً بنسبة 5،2 في المئة في سنة 2001 لكن بشرط ان تنتعش العوامل الاساسية كما هو متوقع في النصف الثاني من السنة الجارية. وتراجعت توقعات النمو العالمي بشكل كبير منذ ان بدأت تلوح مؤشرات اواخر العام الماضي على تراجع الاقتصاد الاميركي. لكن وزير المالية الياباني قال إنه غير قلق على مستقبل اكبر اقتصادات العالم. واضاف للصحافيين لدى وصوله لحضور اجتماعات الدول السبع التي تعقد سنوياً "بشكل عام فأنا لست متشائماً". ديون روسيا ويحضر الاجتماعات بصفة مراقب نائب رئيس الوزراء الروسي اليكسي كودرين. وتسعى روسيا لإعادة هيكلة قد تشمل تخفيف بعض ديونها. لكنها تلقت ردا حاداً من نادي باريس للدول الدائنة الشهر الماضي عندما قالت انها ستدفع فقط جزءاً صغيراً من ديونها المستحقة للنادي وقدرها 6،1 بليون دولار في الربع الاول من السنة. وقال وزير المال الايطالي فينجينزو فيسكو يوم الاول من أمس إنه من المقرر ان تصدر مجموعة السبع بياناً عن اعادة هيكلة ديون روسيا. وقال مسؤولون فرنسيون وايطاليون أمس ان روسيا التي تواجه انتقادات من الدائنين طمأنت الدول الصناعية السبع الكبرى انها ستوفي التزاماتها تجاه الديون الخارجية. وقال مسؤول في وزارة المال الفرنسية للصحافيين بعدما اجتمع نائب رئيس الوزراء الروسي اليكسي كودرين مع وزير المال الفرنسي لوران فابيوس: "ابلغنا الروس انهم سيسددون ديونهم". واجتمع فابيوس مع كودرين وهو ايضا وزير المال الروسي قبل بدء الاجتماعات الرسمية في صقلية. وقال مسؤول في وزارة المال الايطالية للصحافيين: "لا شك تجاه حقيقة انهم الروس ملتزمون بدفع كل شيء". واضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: "سيوافق البرلمان الروسي على تغييرات في الموازنة بحلول نهاية فبراير شباط او بداية آذار مارس لادراج الاموال الخاصة بسداد الديون في بنود الموازنة.