شن الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاتشينكو أقرب حلفاء موسكو هجوماً عنيفاً على روسيا بعد مرور يوم واحد على استقباله رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وفي موقف غير مسبوق طالب لوكاتشينكو أركان حكومته بعدم «الانبطاح أمام روسيا والبحث عن شركاء آخرين» في إشارة مباشرة إلى أوروبا. وظهر لوكاتشينكو أمس، غاضباً خلال اجتماع حكومي في مينسك، وهاجم موسكو بقوة معتبراً أن الروس «يريدون أن يأخذوا منا كل شيء مجاناً». وخاطب رئيس الوزراء ورئيس المصرف المركزي قائلاً: «أريد أن أحذركم، أنتم تشكون من المعاملة السيئة من جانب روسيا ومن أنهم لا يسمعوننا، وناقشت الموضوع مع الرئيس ديمتري مدفيديف ومع فلاديمير بوتين، والآن تغير الوضع، هذا العهد انتهى وبدأت مرحلة جديدة» . وجاء هذا التطور رداً على تصريحات وزير المال الروسي اليكسي كودرين الذي قال في مؤتمر صحافي إن بيلاروسيا عاجزة عن سداد الديون المترتبة عليها، وشكك في امكان الموافقة على منح مينسك قرضاً جديداً قيمته نصف بليون دولار. وأشار لوكاتشينكو إلى أن هذا الموضوع كان مثار بحث مع بوتين خلال زيارته قبل يومين إلى مينسك و «جرت المحادثات في جو ودي، وبعد ذلك خرج كودرين ليقول ذلك، لا يمكن أن تكون مجرد صدفة، والمسألة تم تنسيقها». وزاد أن بيلاروسيا «بلد مستقل ويبحث عن مصالحه، وإذا لم نوفق مع موسكو فليس علينا أن نحني رأسنا لهم ونندب حظنا، بل سنبحث عن سعادتنا في مكان آخر من العالم». وزاد: «لا يريدون منحنا 500 مليون دولار التي وعدوا بها، لتكن لدينا طرق أخرى، وفي اتفاقية التعاون مع كازاخستان مثال جيد، نبيع السكر ونحصل على تقنيات ولن نحتاج لأن نحني رؤوسنا». اللافت أن رئيس الوزراء الروسي شدد بعد مرور ساعات على حديث كودرين الذي أغضب لوكاتشينكو على أن بلاده لن تتأخر عن مد يد المساعدة إلى «الأشقاء البيلاروس مهما كانت صعوبة الظروف الحالية». وألمح بوتين إلى أن كودرين تجاوز صلاحياته في الحديث عن مصير القرض الموعود لبيلاروسيا.