ديار بكر، اسطنبول - أ ف ب، رويترز - موسكو - "الحياة" - في الذكرى السنوية الثانية لاعتقال الزعيم الكردي عبدالله اوجلان، مثل 13 طفلاً وشاباً تتفاوت اعمارهم بين تسعة اعوام وسبعة عشر عاماً، امام محمة تركية بتهمة تحريض مقاتلين اكراد، في حين شددت السلطات التركية اجراءاتها الأمنية في مختلف انحاء البلاد تحسباً للمناسبة. وأبقيت جلسات المحاكمة التي عقدت في احدى محاكم مدينة ديار بكر، مغلقة، لأن كل المتهمين دون الثامنة عشرة، وأفرج عن سبعة منهم لتحديد موعد جديد لمحاكمتهم. وكان المتهمون الثلاثة عشر اعتقلوا في بلدة فيرانسهير، الشهر الماضي، بتهمة اطلاقهم هتافات مؤيدة لحزب العمال الكردستاني خلال تجمع حاشد. وتراقب جماعات حقوق الانسان في تركيا وأوروبا المحاكمة في ديار بكر، عن كثب. ويثير اسلوب القوات الامنية ومدى نزاهة الاجراءات القضائية مخاوف الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا الى الانضمام اليه. وقال ممثل رابطة حقوق الانسان في ديار بكر عثمان بيدامير: "لا يمكن ان يكون هؤلاء الاطفال ارتكبوا الجريمة المتهمين بها بسبب اعمارهم. ولكن لسوء الحظ تم تجاهل كل مبادئ حقوق الانسان والقوانين الدولية في هذه المنطقة عندما يتعلق الاتهام بموضوع سياسي". وفي اسطنبول، اتخذت الشرطة اجراءات امنية مشددة بعد الكشف ان الناشطين الاكراد دعوا عبر رسائل من الخارج الى تنظيم تظاهرات في ذكرى اعتقال اوجلان. وقال رئىس شرطة اسطنبول كاظم ابانوز ان "كل اذونات الشرطة علقت للحؤول دون وقوع احداث استفزازية". وكان مناصرو حزب العمال الكردستاني دعوا الى اغلاق المتاجر في جنوب شرقي تركيا حيث يوجد الاكراد بكثافة. وناشدوا الاكراد في اوروبا تنظيم تظاهرات في المدن الاوروبية للمطالبة باطلاق اوجلان لكن "حزب الشعب الديموقراطي" الذي تتهمه انقرة بأنه الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني، انه لن ينظم اي احتجاج او يشجع عليه. وفي موسكو، نقل مراسل "الحياة"، ان الجالية الكردية نفذت امس تجمعاً حاشداً في ذكرى اعتقال اوجلان، في ساحة بوشكين في العاصمة الروسية، ورفعت لافتات تطالب تركيا باطلاق اوجلان و"رفع يدها عن الشعب الكردي". ولوحظت مظاهر الاستنفار القصوى بين رجال الشرطة الذين انتشروا في المكان بأعداد كبيرة، تحسباً لتكرار ما حدث العام الماضي، عندما احرق شخصان خلال تجمع مماثل اقيم بعد صدور الحكم باعدام اوجلان، نفسيهما امام مبنى البرلمان تعبيراً عن الاستياء من "التواطؤ" الروسي في اختطاف الزعيم الكردي ونقله الى تركيا. يذكر ان اوجلان كان حاول اللجوء الى روسيا لكن موسكو رفضت طلبه وأبلغته بضرورة مغادرة اراضيها.