كشفت مصادر في المعارضة العراقية في سورية ان رئيس الاستخبارات الفريق طاهر جليل الحبوش زار دمشق اخيرا، وان دمشقوبغداد اتفقتا على وضع "الخلافات العقائدية" بين "جناحي البعث" جانباً، والتعاون لتحقيق التوازن الاقليمي. في غضون ذلك، اشارت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيبحث مع الرئيس بشار الاسد في 26 الجاري موضوع العلاقات السورية - العراقية، خصوصاً تشغيل انبوب نفط كركوك - بانياس. وكتبت صحيفة "الاتجاه الآخر" امس ان الحبوش بحث خلال زيارته دمشق اخيرا مع "مسؤولين امنيين وعسكريين سوريين تقديم الدعم العراقي في حال تعرض سورية لمخاطر هجوم اسرائىلي"، واشارت الى ان القيادة العراقية شكلت "جيش القدس لتحرير فلسطين من البحر الى البر، لاسناد سورية عسكريا وبشكل فوري في حال تعرضت الى عدوان اسرائىلي. ويعتزم العراق ايضاً تشكيل فرق عدة باسم "جيش القدس" لاسناد سورية والمساهمة في تلقي الصدمة الاولى للحرب". وكانت صحيفة اسرائىلية اشارت الى ان العراق ارسل قبل اسبوعين فرقتين عسكريتين الى الحدود مع سورية لدعمها. ولم تتمكن "الحياة" من الحصول على تعليق رسمي على المعلومات التي نشرتها "الاتجاه الآخر" التي يصدرها من هولندا رئيس "حزب الوطن العراقي" مشعان الجبوري المقيم في دمشق. وأكد الجبوري ل"الحياة" صحة المعلومات التي نشرت في العدد الاول من الصحيفة بما في ذلك قرار القيادتين العراقية والسورية وضع "الخلافات العقائدية جانباً والتعاون العملي والواقعي بينهما". وجاء في تحقيق نشر في صدر الصحيفة ان نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان قرر بعد زيارته دمشق نهاية الشهر الماضي لتوقيع اتفاق التجارة الحرة مع سورية "وقف اي نشاط ضد سورية" باعتباره المسؤول عن هذا الملف في قيادة "البعث" العراقي. ورأت مصادر ديبلوماسية في صدور الجريدة "مؤشراً جديداً الى العلاقات بين دمشقوبغداد". وقال الجبوري ان "الرئيس صدام حسين لن يشتم في الصحيفة. نحن قررنا انتهاج النضال السلمي الديموقراطي، وستكون الجريدة منبراً موضوعياً وليس منبراً للشتائم". وزاد ناشر الجريدة المقيم في دمشق ان اصداره الصحيفة "جاء في اطار مجمل التطورات في المنطقة". واشارت "الاتجاه الآخر" الى مساع سورية للتوسط بين بغدادوطهران لكي يكون العراق "ممراً آمناً" بين الحليفين الاستراتيجيين ضد المخاطر المحتملة بعد انتخاب ارييل شارون رئيساً للوزراء في اسرائىل. وكان الرئيس بشار الاسد زار طهران الشهر الماضي. ويتوقع ان يقوم رئيس الوزراء السوري محمد مصطفى ميرو بزيارة بغداد لتوقيع "اتفاق استراتيجي شامل" علماً ان الخارجية السورية قررت ارسال السفير حسن طواب لفتح بعثة لرعاية المصالح في 20 الجاري.