رونالد رامسفيلد وزيراً للدفاع، ريتشارد ارميتاج نائباً لوزير الخارجية، بول وولفويتز نائباً لوزير الدفاع ودوف زاخايم مساعداً لوزير الدفاع. ما الذي يجمع بين هؤلاء إضافة الى كونهم ينتمون الى الحزب الجمهوري؟ في 19 شباط فبراير 1998 وقعوا رسالة الى الرئيس الأميركي تحت اسم لجنة السلام والأمن في المنطقة، أوردوا فيها ان الرئيس صدام حسين استطاع تطوير مواد بيولوجية وكيماوية. واعتبروا أن الخطر الناجم عن صدام لن يزول ببساطة من خلال سياسة الاحتواء أو العقوبات. وجاء في الرسالة: "فقط برنامج ملتزم تغيير النظام في بغداد يستطيع أن يؤدي الى التوصل الى خلاصة مقبولة للأزمة العراقية". ودعت الرسالة الولاياتالمتحدة الى الاعتراف بحكومة انتقالية عراقية مبنية على مبادئ "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض، وإعادة تعزيز "المناطق الآمنة" في شمال العراق، واقامة "منطقة آمنة" في الجنوب لا يسمح لقوات بغداد بالانتشار فيها. كما حضت على رفع الحصار عن تلك المناطق التي لا تخضع لسيطرة صدام، وتحرير الأرصدة العراقية المجمدة في بريطانياوالولاياتالمتحدة والتي تقدر ب6.1 بليون دولار، واستعمالها لتمويل هدف تغيير النظام. وهناك جامع مشترك آخر لتلك الشخصيات هو علاقتها الوطيدة بريتشارد بيرل الذي وقع الرسالة آنذاك، لكنه لن ينضم رسمياً إلى الادارة الحالية. ومعروف عن بيرل مواقفه المتشددة تجاه النظام في بغداد، ودعوته الى تغييره وتشكيكه بسياسة العقوبات والاحتواء. يذكر أن الرئيس جورج بوش أعلن بعد ظهر الاثنين نيته تعيين آرميتاج نائباً لوزير الخارجية، وتربط الأخير بوزير الخارجية كولن باول صداقة قوية جداً. وكان متوقعاً أمس أن يجتمع وفد من المعارضة العراقية في واشنطن مع مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى نيد ووكر. وسيركز الاجتماع على التفاصيل العملية لتطبيق اتفاق التعاون مع "المؤتمر الوطني العراقي"، وسيشارك فيه أحمد الجلبي وقياط الطالباني وفرهاد البارزاني والشريف علي بن الحسين والشيخ محمد محمد علي. وعبرت أوساط أميركية عن انزعاجها لتسريب المعارضة المواضيع التي ينوي الطرفان مناقشتها، إضافة الى الخلاف بين الخارجية الاميركية و"المؤتمر" العراقي على تفسير طبيعة التدريبات التي يتلقاها بعض مجموعات "المؤتمر" في الولاياتالمتحدة. ففيما تعتبر المعارضة العراقية أن التدريبات هي من اجل قيام هذه المجموعات بعمليات تسلل لضرب اهداف تابعة للنظام داخل العراق، تقول مصادر الخارجية الأميركية إن هذه التدريبات إدارية، تشمل بعض التمارين للدفاع عن النفس. ولفتت الأوساط الأميركية إلى ان اسلوب المعارضة للضغط من خلال الكونغرس، على وزير الخارجية الجديد كولن باول، لحضه على تبني سياسة اكثر تصعيداً مع النظام في بغداد قبل انتهاء إدارة بوش، من مراجعة ملف السياسة العراقية، لن يؤدي إلى نتائج. فهذا الاسلوب كان يمكن ان يعطي نتائج مع الادارة الديموقراطية السابقة حين كان الجمهوريون في صفوف المعارضة، أما الآن فإن الجمهوريين يسيطرون على البيت الأبيض والكونغرس. وأشارت المصادر إلى أن باول لن ينهي مراجعة السياسة تجاه العراق حتى يعود من جولته الشرق الأوسطية، إذ سيطلع على مواقف الدول العربية من هذا الموضوع. وأعلنت واشنطن ليل أول من أمس ان باول سيناقش مع المسؤولين السوريين خلال زيارته دمشق مسألة خرق العقوبات على بغداد، بما في ذلك الرحلات الجوية وتصدير النفط العراقي. وعلم ان دمشق أبلغت الولاياتالمتحدة ان الخط الجوي لم يفتح مع العراق، وأن الطائرة التي هبطت في مطار العاصمة السورية لنقل مسؤولين عراقيين لم تنل موافقة لجنة العقوبات.