أدت المواجهات التي وقعت أول من أمس بين مجموعات من اللاجئين غير الشرعيين الأفغان والأكراد، في مركز سانغات التابع للصليب الأحمر الدولي، قرب ميناء كاليه المطل على القنال الانكليزي، إلى اصابة 16 شخصاً بجروح، حالة اثنين منهم خطيرة. واضطر المشرفون على المركز إلى الاستعانة بشرطة مكافحة الشغب الفرنسية لوقف المواجهات التي اشترك فيها حوالى 300 من نزلاء المركز البالغ عددهم حوالى 850 شخصاً، واستخدمت خلالها الحجارة والزجاجات الفارغة والعصي. ووصف مدير المركز ميشال دير أعمال العنف هذه بأنها الأسوأ من نوعها، وأنها استمرت ساعة من الوقت، وكان يمكن أن تستمر أكثر من ذلك لولا تدخل الشرطة. وذكر دير أن يوم أول من أمس بدأ متوتراً منذ الصباح وتخللته مشادات عدة، بلغت ذروتها في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي، حين بدأت مجموعة من الشباب الأفغان تتجول في أنحاء المركز بحثاً عن مهرب كردي، يعمل على ادخال اللاجئين سراً إلى الأراضي البريطانية. وسرعان ما فعل التضامن العرقي فعله، من الجانبين الأفغاني والكردي، فانهالا على بعضهما بعضاً ضرباً وعراكاً. وأشار دير إلى أن التوتر الصباحي وأعمال العنف التي تلته مساء مردها إلى رفض بعض اللاجئين الأفغان تسديد المبالغ التي يفرضها عليهم مهربوهم الأكراد، قبيل نقلهم إلى الأراضي البريطانية بطرق غير شرعية. ورأى دير أن أجواء من التوتر الدائم باتت تخيم على المركز منذ تعزيز اجراءات المراقبة عند عدد من النقاط التي كان يستخدمها المهربون لنقل اللاجئين غير الشرعيين إلى بريطانيا. وذكر مساعد رئيس دائرة الشرطة في المنظمة ميشال هوزي ان "الفعالية المتزايدة لاجراءات المراقبة المتبعة" من الجانب الفرنسي "تجعل من الصعب على المهربين الوفاء بوعودهم". وجاءت أحداث سانغات بعد القمة الفرنسية - البريطانية التي عقدت في كاهور فرنسا يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن اتفاق الجانبين على تعزيز التعاون بين جهازي الشرطة لديهما، لمكافحة الهجرة غير الشرعية إلى بريطانيا. كما تقرر في هذا الإطار تطبيق خطة تقضي بفرض مراقبة دائمة على حوالى 500 هكتار من موقع "يوروتانل"، للحؤول دون تسلل مهاجرين غير شرعيين عبرها. لكن اجراءات المراقبة على اختلافها لم تنجح في وضع حد لمحاولات التسلل إلى الأراضي البريطانية، ففي الأسبوع الماضي عثر على جثة أحد اللاجئين الذين صدمه قطار، فيما كان يسير بمحاذاة سكته. كما أن هذه الاجراءات القديمة والجديدة لم تقضِ على الأمل الذي يراود العديدين بإمكان الدخول والاستقرار في بريطانيا، كونهم ما زالوا يتوافدون بالمئات إلى مركز سانغات، من إيران وأفغانستان والعراق وأوروبا الشرقية وافريقيا. وكان هذا المركز انشئ بصورة موقتة لايواء اللاجئين غير الشرعيين، والحؤول دون انتشارهم في شوارع كاليه، لكن ارتفاع عدد اللاجئين الذين يوجدون فيه باستمرار حوله إلى ما يشبه المركز الدائم لهم.