أفشلت قوات الأمن الفرنسية الليلة قبل الماضية محاولة تسلل الى الأراضي البريطانية عبر نفق المانش الذي يربط البلدين، نفذها نحو 500 من اللاجئين المقيمين في مركز "سانغات" التابع للصليب الأحمر في منطقة بادوكاليه شمال فرنسا. وصرح فرنسوا بوريل الناطق باسم شركة "يوروتانل" التي تتولى ادارة النفق، ان محاولة التسلل تمت على دفعتين، الأولى عند العاشرة بالتوقيت المحلي والثانية عند الساعة الواحدة. وأوضح ان دفعة أولى مكونة من 150 من اللاجئين حطمت السور المحيط بالنفق وتوغلت داخله في محاولة للوصول الى الأراضي البريطانية، لكنها اصطدمت بالعوائق المعدنية داخله ما حال دون تقدمها. وأضاف انه على رغم اعتقال الشرطة نحو 40 من المتسللين، استغلت دفعة ثانية من 400 لاجئ الثغرة في السور وتسللت داخل النفق حيث تمكن رجال الأمن من اعتراضها. وأدت محاولتا التسلل الى ابطاء حركة نقل الركاب والبضائع عبر النفق، بعدما عمل رجال الأمن طوال الليل على تفتيش الموقع للتحقق من خلوه من اللاجئين. وكان نزلاء "سانغات" الذين يقدر عددهم بنحو 1200 شخص معظمهم من الأكراد والأفغان والايرانيين، تظاهروا الخريف الماضي احتجاجاً على مقتل اثنين منهم خلال محاولة تسلل الى الأراضي البريطانية عبر النفق. وكان موضوع "سانغات" تسبب في ايلول سبتمبر الماضي بجدل بريطاني - فرنسي تم تطويقه في اجتماع عقده وزيرا داخلية البلدين، من دون التوصل الى حل نهائي له. اذ تعتبر لندن ان وجود هذا المركز يشجع اللاجئين على محاولة التسلل الى بريطانيا، في حين تعتبر باريس ان التساهل الذي تتسم به قوانين الهجرة الى بريطانيا هو الذي يجذب المهاجرين غير الشرعيين الى اراضيها. ورفضت فرنسا مراراً دعوات بريطانية الى اغلاق المركز وترحيل نزلائه الى بلادهم، باعتبار ان القوانين الفرنسية المتبعة في مجال الهجرة تحول دون ذلك.