سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال ل "الحياة" ان ما حصل "رسالة" الى المثقفين الاصلاحيين ...و معلومات عن "بعد ديني متزمت" للمعتدين . نبيل سليمان : وراء الاعتداء متضررون من التغيير في سورية
رفض الروائي نبيل سليمان اتهام "جهة محددة" بالاعتداء عليه ليل الاثنين - الثلثاء الماضي امام منزله في مدينة اللاذقية، وان كان يعتقد بأن "معارضي تيار الاصلاح والمتضررين من رياح التغيير" هم الذين يقفون وراء الاعتداء رغم "عدم وجود معلومات لديّ". في غضون ذلك، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان "صفحات من الروايات الاخيرة لسليمان ارسلت امس فاكسياً الى عدد من الجهات الرسمية، الامر الذي اثار انتباه الجهات المختصة في التحقيق بحادثة الاعتداء الى ضرورة البحث عن بعض الجهات المتزمتة دينياً التي قد تكون عبرت عن غضبها ولو متأخرة مما ورد في رواياته". واشارت المصادر الى وجود "علاقة بين ما جرى للناقد والروائي المعروف وطبيعة معظم رواياته التي تعج بالجنس والاعمال الاباحية". واشار الفاكس الذي تلقت "الحياة" نسخة منه الى مقاطع اباحية وجنسية في روايات "ايديولوجيا السلطة" و"مجاز العشق" و"اطياف العرش". وتحدث الروائي سليمان الى "الحياة"، في اتصال هاتفي أمس، من مستشفى "الصوفي" في اللاذقية، بعد خروجه من غرفة العناية الفائقة ومعالجته من جروح في الرأس ورضوض في الجسم. وروى ان اثنين مجهولي الهوية لحقا به خلال عودته الى منزله بعد الثالثة والنصف فجر الثلثاء، وانهالا عليه بالضرب الى ان فقد الوعي وهربا قبل أن يستيقظ الجيران على الاصوات. وقال: "ليست لدي معلومات عن خلفية المعتدين او الجهة التي تقف وراءهم اذ ان التحقيقات مستمرة من جانب عناصر الشرطة والامن الجنائي، لكن اجزم ان الامر ليس شخصياً كما صوره البعض"، رداً على قول رئىس اتحاد الكتاب العرب الدكتور علي عقلة عرسان اول من امس ان "مؤشرات لدي تفيد بوجود بعد جرمي وليس امنياً - سياسياً". وتابع سليمان: "لا اجزم بوجود بعد أمني - سياسي لأن لا معلومات لدي، لكن اقرأ ان معارضي تيار الاصلاح والمتضررين من رياح التغيير ونشاطات المثقفين وكتاباتهم وتحركاتهم في اطار المجتمع المدني، يقفون وراء ذلك". وقرر سليمان "تعليق" نشاطات "منتدى اللاذقية للحوار" الذي افتتحه في منزله في 15 الشهر الماضي، علماً بأنه كان مقرراً ان يستضيف الدكتور يوسف سلامة للحديث عن "الاصلاح السياسي: حدوده" وان يكرّم المفكر الياس مرقص لمناسبة مرور عشر سنوات على رحيله والروائي هاني الراهب لمناسبة مرور سنة على رحيله. وقال سليمان: "علقت كل الانشطة ريثما تنجلي الامور". وبعدما لاحظ ان الجهات الامنية في اللاذقية "سألت بأسلوب حضاري" عن المنتدى، قال: "لنكن صادقين، كانوا حضاريين بالفعل وسألوا عن قصته وبرنامجه واسباب انشائه"، واشار الى ان منتداه كان "تحت المراقبة". ونوه بقيام امين فرع حزب "البعث" في المدينة نبيه اسماعيل ومسؤولين اخرين بزيارته في المستشفى للاطمئنان عليه "واشكرهم كما اشكر مئات المثقفين والمواطنين العرب والسوريين الذين سعوا الى الاطمئنان علي". وزاد: "ليس صحيحاً ان جهات امنية استدعتني للسؤال عن وجود ترخيص رسمي للمنتدى". وهل هناك علاقة بين الحادث ووجود اسقاطات لشخصيات في رواية "سمر الليالي" على شخصيات امنية راهنة؟ اجاب سليمان: "حصلت الرواية على موافقة للطباعة والتوزيع قبل سبعة اشهر، ولو كانت هناك علاقة لحصل الحادث وقتذاك". وعارض قيام اي شخص ب"قراءة مفترضة للنص والمقارنة بين شخصيات راهنة وشخصيات في الرواية"، مرجحاً "قصة المنتدى ونشاط المثقفين" سبباً للاعتداء. ورأى الروائي سليمان "تشابهاً في الجوهر" بين الاعتداء عليه والاعتداء على الروائي نجيب محفوظ. وقال: "كان هناك التعبير اصولياً وهنا التعبير مبهم، لكن العقل المتخلف واللاديموقراطي الذي يحاول اسكات الاصوات الشريفة وقصف الاقلام النظيفة، هو نفسه". وحرص سليمان في حديثه من سريره في المستشفى على "عدم استفزاز اي جهة او شخص"، لكنه اكد ان ما حدث له في اول حادث عنفي ضد مثقف منذ سنوات هو "رسالة ليست شخصية، بل هي موجهة الى جميع المثقفين الذين ينشطون في اطار المجتمع المدني والاصلاح وتعميق الحوار. هناك الآن في البلاد بعد تسلم الرئيس بشار الاسد الحكم لغة حوار وديموقراطية سينتابها الكثير من الاختلاطات ولا بد من دفع الثمن لذلك". وزاد: "اياً يكن الامر، كل شيء إلاّ البلطجة والاقتصاص بهذه الطريقة، اياً تكن الاسباب لا بد من سيادة القانون وان تأخذ المؤسسات المدنية مداها".