توقفت مجموعة "توتال فينا الف" الفرنسية عن شراء النفط العراقي منذ أن فرض العراق زيادة قدرها 40 سنتاً على سعر البرميل، تستخدم خارج حساب الأممالمتحدة. وكشفت المجموعة انها زادت مشترياتها من النفط السوري منذ كانون الثاني يناير الماضي من 50 إلى 70 ألف برميل في اليوم. أكد المسؤول عن التسويق في مجموعة "توتال فينا الف" برنار دوكومبريه ل"الحياة" أن المجموعة توقفت عن شراء النفط العراقي من الشركة العراقية للتسويق "سومر" بموجب القرار الدولي رقم 986 الخاص بصفقات "النفط مقابل الغذاء"، منذ أن فرض العراق زيادة قدرها 40 سنتاً على سعر البرميل، تستخدم خارج حساب الأممالمتحدة. وأوضح دوكومبريه، على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس المجموعة تيري ديماريه أمس، وعرض خلاله النتائج السنوية للمجموعة، ان "توتال فينا الف" اشترت "حمولة من النفط العراقي تناهز مليون برميل في السوق الحرة". وأضاف ان "مبيعات العراق من النفط انخفضت الآن إلى 800 ألف برميل في اليوم"، وان العراق "ما زال يتمسك بفرض 40 سنتاً على سعر البرميل خارج حساب برنامج الأممالمتحدة". وأشار إلى أن هناك تجار نفط يشترون كميات من النفط من العراق ويبيعونها في الأسواق، ولكنه غير معروف ما إذا كانوا يدفعون 40 سنتاً زيادة على البرميل أم لا يدفعونها. وكشف دوكومبريه ان المجموعة الفرنسية زادت مشترياتها من النفط السوري منذ كانون الثاني يناير الماضي إلى 70 ألف برميل في اليوم، بعدما كانت هذه المشتريات بمستوى 50 ألف برميل في اليوم من النفط السوري الخفيف والثقيل. وقال مصدر نفطي مسؤول إن هذه الزيادة صادفت مع تشغيل انبوب النفط العراقي - السوري الذي يضخ النفط إلى المصافي السورية للاستخدام المحلي، بمعدل 150 ألف برميل، فيما زادت سورية صادراتها إلى جميع الشركات التي تشتري منها النفط. يذكر أن ضخ النفط العراقي عبر الأنبوب العراقي - السوري بدأ منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي، من دون اذن لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة. وكان مسؤول أميركي رفيع المستوى أكد ل"الحياة" أنه لو طلبت سورية من الأممالمتحدة استيراد نفط عراقي عبر الأنبوب، لكانت حصلت على اذن بذلك. ولكن سورية فضلت الاتفاق الثنائي مع العراق، على غرار الاتفاق الأردني - العراقي، لكي تستفيد من العائدات النفطية بدل أن تذهب إلى حساب الأممالمتحدة. وعن مشاريع المجموعة في المملكة العربية السعودية، ذكر نائب رئيس المجموعة، جان - لوك دوفيرمولين ل"الحياة" أن السلطات السعودية حددت ثلاثة مشاريع يتضمن كل منها شقاً يتعلق باستكشاف الغاز وتطويره في حال العثور عليه، وشقاً بتروكيماوياً، وشقاً يتعلق بتكرير الغاز، إضافة إلى شق يتعلق بالكهرباء وتحلية مياه البحر. وقال إنه تم اختيار عدد من الشركات، وان "توتال فينا الف" هي الوحيدة التي تم اختيارها للتنافس على كل من المشاريع الثلاثة، وفقاً لمنهج محدد سيسمح للسعوديين بتحديد الشركات التي ستتولى هذه المشاريع، في الربيع المقبل. وأضاف دوفيرمولين ان الجانب السعودي نظم ندوات ومنتديات للمعطيات، وان مجموعته شاركت فيها الأسبوع الماضي. وعن عمليات المجموعة في سورية، قال دوفيرمولين إنها تملك انتاجاً في منطقة دير الزور، و"نحن قيد تطوير احتياط الغاز في هذه المنطقة في إطار عقد خدمات، ونتفاوض مع السلطات السورية حول مشروع غاز في منطقة تدمر". وقال ديماريه إن المجموعة اعتمدت في إطار موازنتها سعر 20 دولاراً لبرميل النفط. وأشاد بقدرة "أوبك" على إدارة انتاجها بطريقة تبقي أسعار النفط ضمن إطار يراوح بين 22 دولاراً و28 دولاراً للبرميل. وأعلن ديماريه ان "توتال فينا الف" حققت نتائج قياسية العام الماضي، ارتفعت إلى 6.7 بليون يورو مقابل 35.3 بليون يورو عام 1999، وان الاستثمارات بقيت عند مستوى مرتفع العام الماضي وبلغت 9.7 بليون يورو، وتوزعت بنسبة 70 في المئة على شق الانتاج والتنقيب، و13 في المئة على التكرير والتوزيع.