ارتفعت أسعار النفط أمس مع تراجع إنتاج الخام ومخزوناته في الولاياتالمتحدة، ما ينبئ بشح في السوق. وقال متعاملون إن بيانات قوية لواردات النفط الصينية دعمت أسعار الخام أيضاً. ورأى محللون إن الأسواق العالمية أصبحت متوازنة عموماً بعد تخمة معروض دامت سنوات وذلك وسط خفض إنتاجي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وسجل الخام الأميركي «غرب تكساس الوسيط» 50.93 دولار للبرميل مرتفعاً 33 سنتاً، ما يعادل 0.7 في المئة عن التسوية السابقة. وارتفع «برنت» 30 سنتاً أو 0.5 في المئة إلى 56.55 دولار للبرميل. وكانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أعلنت اول من أمس إن مخزون الخام انخفض 2.7 مليون برميل للأسبوع المنتهي في السادس من الشهر الجاري إلى 462.22 مليون برميل. وتراجع إنتاج الخام 81 ألف برميل يومياً إلى 9.48 مليون برميل يومياً. كما لقيت الأسعار دعماً من واردات نفط صينية قوية بلغت في المتوسط 8.5 مليون برميل يومياً بين كانون الثاني (يناير) وأيلول (سبتمبر)، اذ أظهرت بيانات الجمارك الصينية ارتفاع واردات الصين من النفط الخام في أيلول إلى ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق وزيادة واردات الغاز الطبيعي نحو خمسة في المئة مع استعداد أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم لتلبية الطلب الشتوي. وبلغت واردات الغاز 48.38 مليون طن منذ مطلع السنة بزيادة 22.3 في المئة وفقاً لأرقام الإدارة العامة للجمارك. وبلغت تسليمات الغاز الشهر الماضي 5.94 مليون طن بارتفاع 3.7 في المئة عنها قبل سنة وزيادة 4.9 عن آب (أغسطس). وتستعد الصين لتدفئة ملايين المنازل بالغاز للمرة الأولى ما يؤجج الطلب على واردات الغاز الطبيعي المسال الأرخص من الإمدادات المحلية. وزادت واردات النفط الخام 12 في المئة في أيلول إلى 37 مليون طن بما يعادل نحو تسعة ملايين برميل يومياً، ارتفاعاً من أدنى مستوى في ثمانية أشهر المسجل في آب وذلك بفضل مشتريات مصفاة جديدة لشركة «سنوك» وشركات التكرير المستقلة العديدة. ونمت مشتريات الخام 12 في المئة على أساس سنوي منذ مطلع السنة لتبلغ 318 مليون طن أو 8.5 مليون برميل يومياً وهو مستوى قياسي. في المقابل تراجع إجمالي صادرات المنتجات النفطية في أيلول 11 في المئة إلى 3.82 مليون طن عنه قبل سنة وانخفض 17 في المئة عن آب. من جهة أخرى، أشارت مجموعة النفط والغاز النمسوية «أو إم في» الى إن نتائجها التشغيلية للربع الثالث ستتضمن 90 مليون يورو (106.6 مليون دولار) من تسوية تم التوصل إليها مع القيادة الكردية في آب. وكان إقليم كردستان العراق اتفق في آب على دفع بليون دولار إلى «دانة غاز» الإماراتية وشركائها، بمن فيهم كونسورتيوم «بيرل»، لتسوية قضية كانت منظورة في محاكم لندن منذ فترة طويلة. وتلقت الشركة البالغة حصتها في «بيرل» عشرة في المئة، نحو 60 في المئة من المبلغ كتوزيع نقدي ونحو 40 في المئة وُضعت في حساب لاستثمارات المستقبل في حقل «خور مور». ومن بغداد أعلنت وزارة النفط العراقية إن «توتال» مهتمة بتطوير «حقل مجنون» النفطي في جنوبالعراق والذي تخطط «شل» للتخارج منه. وأضافت في بيان إن مسؤولاً تنفيذياً كبيراً نقل اهتمام الشركة الفرنسية في اجتماع مع وزير النفط العراقي جبار اللعيبي. وأبدت «توتال» أيضاً اهتماماً بالاستثمار في مشروع نفط وغاز بالناصرية سيتيح تطوير نشاطات المنبع والمصب في منطقة جنوبالعراق. ويهدف المشروع إلى زيادة الإنتاج من حقول نفط الناصرية ومعالجة الوقود في المصافي وتجميع الغاز المصاحب لتزويد محطات الكهرباء به أو تصديره. وكانت «رويال داتش شل» لفتت الشهر الماضي الى إنها اتفقت مع وزارة النفط العراقية على تسليم العمليات في «حقل مجنون» إلى الحكومة بعد تغيرات غير مواتية في الشروط المالية. كما أكدت الوزارة في بيان إن «بتروتشاينا» أبدت اهتماماً بتطوير مصفاة نفط الناصرية في جنوبالعراق. وعبّر مسؤول تنفيذي في الشركة عن اهتمامها، خلال اجتماع مع وزير النفط جبار اللعيبي في بغداد. والمصفاة جزء من مشروع أكبر لتطوير احتياطات النفط والغاز في منطقة الناصرية. وتتيح الخطة زيادة إنتاج الحقول ومعالجة إنتاجها في مصفاة الناصرية الجديدة. من جهة أخرى، أعلن مصدر في قطاع النفط إن إنتاج حقل الشرارة الليبي يبلغ حالياً نحو 220 ألف برميل يومياً. ويتعافى حقل النفط الليبي الأضخم بعد إغلاقه على يد مجموعة مسلحة مطلع الشهر الحالي، في أحدث تطور ضمن سلسلة توقفات. ووصل إنتاج الحقل إلى 280 ألف برميل يومياً هذا العام لكنه عانى من تعطيلات بفعل الاحتجاجات والمشاكل الأمنية. وتشغل «المؤسسة الوطنية للنفط الليبية» حقل الشرارة بالاشتراك مع شركات «ريبسول» و «توتال» و «أو أم في» و «شتات أويل».