بات اليوغسلافي سلوبودان سانتراتش سابع مدرب اوروبي يتولى منصب المدير الفني لمنتخب السعودية لكرة القدم منذ العام 1970. وكان الاتحاد السعودي أعلن الاسبوع الماضي تعاقده رسمياً مع مدرب منتخب يوغوسلافيا السابق لقيادة "الأخضر" في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2002. وبرهن السعوديون باختيارهم سانتراتش لقيادة المنتخب في المرحلة المقبلة انهم اصبحوا يراهنون على مدرسة التدريب الاوروبية، ولم يعد يربطهم بالمدرسة البرازيلية ما يصل حبال الود التي فُقدت عقب اقالة المدرب البرازيلي كارلوس البرتو اثناء نهائيات كأس العالم في فرنسا 1998 احتجاجاً على تصريحات أدلى بها عقب خسارة السعودية امام فرنسا اعتبرها السعوديون نيلاً من سمعة كرتهم. وينتظر اصحاب القرار من المدرب اليوغسلافي الجديد ان يفلح في مواصلة انجازات المنتخب في السنوات الاخيرة التي بلغت ذروتها على أيدي المدربين الأوروبيين. ونالت السعودية لقب بطولة كأس الامم الآسيوية في الامارات 1996 على يد المدرب البرتغالي فينغادا، قبل ان يترك مهمة تأهيل الأخضر الى مونديال فرنسا 1998 للالماني العجوز اوتوفيستر الذي نجح في قيادة السعودية لاحقاً لاحراز كأس العرب في قطر العام ذاته. وعلى رغم ان التجربة السعودية مع التشيخي ميلان ماتشالا لم تترك باباً للود الا ان مرارة تجارب "الاخضر" مع مدربي البرازيل طغت على ما تجرّعه السعوديون من يدّ ماتشالا، وجعلتهم يتجهون الى اوروبا مجدداً، التي يرون انها تمتلك مدربين ونهجاً كروياً يفوق ما لدى البرازيل، ما يحقق فائدة للاعبين السعوديين توازي ما جنته المنتخبات العربية التي عرفت طريق الانتصارات منذ ان هجرت المدرسة البرازيلية واتجهت الى المدربين الاوروبيين في السنوات الاخيرة. وتحتفظ ذاكرة انصار المنتخب السعودي بصورة المدرب اليوغسلافي الداهية بروشتش الذي ساهم في تطوير مستوى كرة بلادهم، وينتظرون من مواطنه سانتراتش السير على خطى معلمه الذي وافته المنية قبل نحو عام، تاركاً خلفه الكثير من الانجازات الكروية. وتعددت تجارب المدربين الاوروبيين في تدريب منتخب السعودية الذي عرف عروضاً لافتة ونتائج جيدة مع بروشتش والانكليزي ديفيد سميث، الذي قاده في بطولة كأس الخليج الخامسة في بغداد العام 1979، بعدما ساهم في ظهور المنتخب الذهبي بلاعبيه الشباب امثال ماجد عبدالله وصالح النعيمة. ولم يكتب للمدرب الهولندي ليو بينهاكر في العام 1994 الاستمرار طويلاً في تدريب المنتخب السعودي، بيد ان البرتغالي فينغادا برهن عن قدرات مدربي اوروبا حين قاد المنتخب الى الفوز بكأس آسيا 1996. وقبل ان يسلّم المهمة الى الألماني فيستر الذي أهّله الى المونديال الفرنسي وإلى حمل كأس العرب 1998. ولم يكتب لسادس المدربين الاوروبيين تحقيق ما يرفع من قدر المدرسة الاوروبية، لأن التشيخي ماتشالا فشل في تحقيق ما يوازي سمعة الكرة السعودية، والتي ينتظر انصارها من سانتراتش تعويض ما لحق كرتهم من ضرر اثناء العامين الأخيرين أي في عهد ماتشالا.