القاهرة - "الحياة" - صدرت ضمن سلسلة "آفاق عربية" لهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة مسرحية "قرطاج" للكاتب التونسي عز الدين المدني. وهي المرة الأولى التي تنشر هذه المسرحية في كتاب. وتدور أحداثها المسرحية في العام 132 ق.م. وقسم المدني مسرحيته إلى 19 مشهداً لا رابط بينها سوى الموضوع الذي تدور حوله، وهو غزو رومالقرطاجة وتدميرها. ويقول الباحث أحمد عثمان استاذ الأدب اليوناني في كلية الآداب في جامعة القاهرة في تقديمه المسرحية إن مشكلة "قرطاج" هي أنها تبث رسالتها للقراء أو المشاهدين مباشرة، وليس عن طريق الحدث الدرامي المتقن. فهي صورت الجانب الروماني بكل شخصياته السياسية والعسكرية والأدبية تصويراً مقصوداً باللون الأسود القاتم. ويشير الى أن المؤلف يحاول أن يصور الجانب القرطاجي باللون الأبيض الناصع، ولكن صورته باهتة. ويرجح أن السبب الرئيسي لذلك هو شُح المصادر التاريخية المحايدة حول قرطاجة، وعدم وصول مصادر مؤكدة من قرطاجة نفسها. ويضيف أنه كان على المؤلف أن يُعمل خياله ويعمّق تجربته. ومع ذلك - يستطرد عثمان - فإن هذه المسرحية هي محاولة جريئة ورائدة لإعادة النظر حول تاريخ قرطاجة. ويشير الناقد حامد أبو أحمد إلى أن لغة عز الدين المدني في هذه المسرحية "تبلغ درجة من الرصانة والدقة والشاعرية لا مثيل لها، وتنم عن وجود كاتب كبير استطاع نسج هذه الأحداث، وتحريك الشخصيات وتلوين المواقف بما يساعد على تقديم عمل فني تتحقق فيه كل شروط العمل المسرحي الممتاز". ويضيف أن المسرحية تعرّف القارئ بمرحلة مهمة من تاريخ تونس وتاريخ ميناء قرطاج والتنافس الشديد بين مدينتين وحضارتين هما حضارة روما وحضارة قرطاج، وكيف قامت الحرب البونية الثالثة التي انتصرت فيها روما على قرطاجة، مستهدفة السيطرة الكاملة على منطقة الحوض الغربي من البحر المتوسط.