تحدد طرفا المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد العربي للأندية ابطال الدوري لكرة القدم في نسختها ال17 التي تختتم غداً في العاصمة القطرية الدوحة، بعدما تأهل اليها كل من السد صاحب الضيافة ومولودية وهران الجزائري على حساب الريان القطري والأهلي السعودي. وسهرت الدوحة ليلة رمضانية رائعة، لما حفلت به المباراتان الحاسمتان من ندية وإثارة، وتعدى نطاقهما "المستطيل الأخضر". بات السد المضيف اول فريق قطري يتأهل الى المباراة النهائية لكأس ابطال الأندية العربية، النسخة الأخيرة من هذه المسابقة، وذلك بعدما ألحق بمواطنه الريان هزيمة ثقيلة، اذ "أمطر" شباكه بخمسة اهداف في مقابل واحد. وجاءت الاهداف السداوية من طريق المهاجم المغربي بوشعيب المباركي 14 و18 والايراني كريم باقري 44 من ركلة جزاء، وأحمد خليفة 55 وفهد الكواري 60، بينما سجل الكويتي بشار عبدالله 58 هدف الريان. وكانت النتيجة كفيلة ان تخرج جماهير الريان من ملعب قاسم بن حمد وعلامات الحزن بادية على الوجوه، فالفريق لم يكن عند حسن ظنهم، ويبدو ان لاعبيه تأثروا بالقرارات المفاجئة قبل يوم من موعد المباراة والتي قضت بالانسحاب ثم العودة مجدداً وتلبية تمنيات "الاشقاء والأصدقاء"، ما أثّر سلباً اكثر على عطائهم الميداني في ضوء ما اكده احدهم. وأخفق البرازيلي باولو هنريكي مدرب الريان في التعامل مع معطيات ومتطلبات المباراة فأشرك زامل الكواري الذي تعافى حديثاً من الاصابة، فكان غائباً تماماً عن المباراة وأجوائها وبدا عالة على فريقه، غير ان هنريكي أكد ان الكواري لاعب كبير وكان في أمسّ الحاجة الى خدماته. في حين نجح خصمه "الداهية" الروماني ايلي بلاتشي في التعامل جيداً مع مجريات المباراة على رغم غياب المهاجم النيجيري جون اوتاكا الذي يعد القوة الضاربة في صفوف الفريق. وقال ان فريقه لا يتأثر بغيابه "والنتيجة امامكم"، وأكد في الوقت ذاته انه لا يخشى من الفريق الذي سيقابله في المباراة الختامية، مشيراً الى ان ثقته كبيرة في نفسه وفي لاعبيه لملامسة الذهب. وتألق في صفوف السد الحارس احمد خليل، الذي تصدّى للهجمات الريانية وابطل مفعولها، وأعرب عن سعادته البالغة في بلوغ النهائي "قدمنا مباراة رائعة واستحقينا الفوز وأقول "هارد لك" للريان". في المقابل، أمضت جماهير "الزعيم" القطري سهرة جميلة وجالت في شوارع الدوحة فرحاً بتأهل فريقها الى المباراة الختامية والفوز العريض الذي حققه، وهي تأمل بأن يحقق كأس البطولة ليجمع بذلك المجد من اطرافه بعدما أحرز كأس الخليج عام 1991 وقبلها كأس آسيا عام 1988. وألقت الخسارة بظلالها على اوساط الريانيين، الذين لم يتوقعوا هذا الكم الهائل من الاهداف في شباكهم، وندب مهاجمهم جاسم الهويدي حظه في المباراة، وأوضح ان فريقه لم يقدم المستوى المعهود عنه، مشيراً الى ان الهدفين المبكرين اللذين ولجا مرماهم كانا سبباً في ارتباك الفريق الى حد كبير. وعمّ الحزن غرفة تبديل الملابس، وأعرب المدافع عبدالرحمن الكواري عن اسفه الشديد: "هذا هي حال كرة القدم، ونحن قدمنا ما لدينا ولم يحالفنا الحظ وسنعوض اخفاقنا في المسابقات المحلية". ويضم السد في صفوفه ستة دوليين من المنتخب "العنابي" هم: احمد خليل وعبدالرحمن محمود واحمد خليفة ومحمد غلام وجفال الكواري وضاحي النوبي. بينما يضم الريان ثلاثة هم زامل الكواري وعادل الملا ومحمد ياسر. وغمرت الفرحة لاعبي "الزعيم"، فأكد هدافه بوشعيب، الذي بات رصيده ستة أهداف، ان التأهل جاء بجهود افراد الفريق جميعهم "كنا واثقين ان الفوز لن يفارقنا وسعينا وراء هدفنا". وأوضح ان لقب الهداف لا يهمه في المقام الاول "بالتأكيد الاهم بالنسبة لي ولزملائي هو الفوز باللقب، ونحن مؤهلون لذلك". وتحدث لاعب الوسط احمد خليفة عن المباراة قائلاً: "كانت صعبة خصوصاً اننا نلعب مع فريق منافس، قدم مباراة رائعة، ولكننا استطعنا ان نستثمر الفرص ونسجل خمسة اهداف نهديها الى جماهيرنا الوفية". وقال الايراني باقري انه اجل فرحته بالفوز الى حين تحقيق الحلم الاكبر وهو الفوز باللقب، مؤكداً انهم سيبذلون ما بوسعهم ليتوجوا ابطالاً ل"عربي 17". وما يثلج الصدر، تقدم نائب مجلس ادارة الريان عبدالله العبدة لتهنئة لاعبي السد وأفراد ادارته، وقال: "قدم لاعبو السد اداءً جيداً واستحقوا الفوز، ونبارك لهم تأهلهم". نكسة وتعرض أهلي جدة لنكسة قوية وصفعة غير متوقعة عندما أخفق في بلوغ المباراة النهائية التي كانت في متناوله إثر خسارته امام مولودية وهران بركلات الترجيح 5-7. وكان الوقتان الأصلي والاضافي انتهى بالتعادل 2-2. افتتح مولودية التسجيل من طريق داود عبدالله 5 وعادل خالد القهوجي للأهلي 29 ثم أضاف جدو مولاي 58 هدف مولودية الثاني، وردّ مدافع الأهلي بدر الخزامي التحية له 77. وفي الوقت الاضافي، طرد الحكم الدولي المصري جمال الغندور لاعب مولودية مؤمن علي. وفي ركلات الترجيح، سجل لمولودية حدو مولاي وقايد ناصر وفارس العوني وزروقي سيد أحمد والحارس عاصمي محمد رضا، وللأهلي عبيد الدوسري وبدر الخزامي وفوزي الشهري، وأخفق فهد الزهراني. وسيكون النهائي بالتالي ثأرياً مع المولودية بعدما كان السد فاز عليه 7-صفر في الدور الأول. وهي المرة الثانية على التوالي التي يخرج فيها الأهلي من نصف النهائي، بعدما خسر أمام الصفاقسي التونسي في البطولة الماضية التي استضافها في جدة. واللافت ان إهدار الزهراني لركلة الجزاء جاء عكس أدائه الممتاز في المباراة وبخلاف زملائه اصحاب الخبرة محمد شيلة والدوسري والقهوجي، الذي دافع عن نفسه بقوله: "مستواي لم ينخفض، كرة القدم فوز وخسارة. الجميع شاهد الفرص الكثيرة التي سنحت لنا ولم نوفق في ترجمتها، وركلات الترجيح تخضع لمنطق الحظ الذي لم يكن بجانبنا". وأكد البلجيكي لوكا بيرزوفيتش مدرب الأهلي انه راضٍ على أداء عناصره، وأشاد بعطائهم. وأضاف: "سبق وقلت انني أخشى ان يعاندنا الحظ، وهذا ما حصل في ركلات الترجيح التي لا تخضع لمعايير محددة". وأضاف: "دخل لاعبو مولودية المباراة بحماسة زائدة بعد خسارتهم القاسية امام السد في الدور الأول. وسأحاول ان أعوّض هذا الاخفاق في استحقاقات مقبلة". وكشف عمراني عبدالقادر، مدرب مولودية، عن سعادته الكبرى بفوز فريقه "استطعنا ان نتغلب على واحد من افضل الفرق في البطولة وكان مرشحاً لخطف اللقب، وذلك بفضل حماسة اللاعبين وروحهم المعنوية المرتفعة". وغادر لاعبو الأهلي الى جدة امس، ومنحهم الجهاز الفني اجازة الى ما بعد عيد الفطر.