كرة القدم المصرية في حاجة الى نصر دولي يعيد إليها هيبتها، خصوصاً أنها خسرت كل شيء اخيراً بعدما كانت صاحبة الريادة في افريقيا، فالمنتخب جاء ثالثاً خلف السنغال والمغرب في مجموعته في تصفيات كأس العالم 2002، والزمالك خسر لقبه في كأس الكؤوس القارية امام الافريقي التونسي، والإسماعيلي سقط في كأس الكؤوس ايضاً امام كايزرشيفز الجنوب الافريقي. والمحترفون المصريون في اوروبا يواجهون مواقف صعبة، وغالبيتهم يعودون مجدداً الى أنديتهم المحلية بعد فشلهم الخارجي. واليوم يحمل الأهلي - اكثر اندية مصر شعبية ونجاحاً محلياً وعالمياً - على كتفية آمال وطموحات مواطنيه في احراز نصر قاري كبير يعيد الى الكرة المصرية جزءاً من بريقها، اذ يخوض في الرابعة بعد الظهر في ملعب لوفتوس بمدينة بريتوريا مباراة الذهاب في نهائي دوري ابطال افريقيا امام صن داونز الجنوب الافريقي، وستكون مباراة الإياب مساء الجمعة 21 الجاري في ملعب القاهرة الدولي امام جماهيره الغفيرة. ولم يسبق لأي ناد مصري احراز هذا اللقب الافريقي منذ تحوله الى النظام الحالي لدوري الأبطال. وسقط الأهلي ثلاث مرات متتالية في دوري الأبطال في السنوات الثلاث الأخيرة، لكنه نجح هذا العام في اجتياز العقبة تلو الأخرى. والمواجهة ضد صن داونز هي الأولى بين الفريقين في تاريخهما. المشكلة الضخمة التي تواجه الأهلي اليوم هي النقص في صفوفه بعد اصابة احسن لاعبيه ابراهيم سعيد في مباراة المنصورة الأخيرة في الدوري، ولم يسافر مع زملائه الى بريتوريا، ويغيب الثلاثي خالد بيبو ووائل جمعة ووائل رياض بداعي الإيقاف، والشكوك تحيط بمشاركة شادي محمد المدافع الدولي المصاب بشرخ في عظمة القدم اليمنى، وفي حال غيابه سيفقد الأهلي الجريح مدافعي الوسط الدوليين الثلاثة معاً، ابراهيم سعيد ووائل جمعة وشادي محمد، وهم الذين لعبوا مباراتي الترجي بإجادة لافتة. وسيعتمد البرتغالي مانويل جوزيه داسيلفا المدير الفني على لاعب الوسط المخضرم هادي خشبة في مركز قلب الدفاع الحر مع الناشئين احمد السيد وحسين امين في مركزي الظهير الثالث. والمشكلة الثانية تكمن في وجود عدد كبير من اللاعبين الحاصلين على إنذار اول ما يهددهم بالإيقاف في المباراة المقبلة اذا نالوا انذارات اخرى. اما المشكلة الثالثة فهي النقص الحاد في اللاعبين من اصحاب الخبرة، ومثلاً يضم خط الدفاع اربعة من الصاعدين الذين لم يتجاوزوا سن ال20 وهم ابو المجد مصطفى وأحمد ابو مسلم وأحمد السيد وحسين امين مع ثنائي الوسط حسام غالي والنيجيري صنداي، وكلاهما لم يتجاوز ال20 عاماً ايضاً. والمشكلة الرابعة تتعلق بالحال الصحية والبدنية للاعبين بسبب اصرار الجميع على اداء المباراة وهم صائمون، وبعدما رفضوا الضغوط المختلفة لإجبارهم على الإفطار تنفيذاً للرخصة التي منحها لهم رجال الدين الإسلامي الموفدون من الأزهر الى بريتوريا. وأخيراً يعاني الأهلي من تدهور في الحال المعنوية للاعبين بعد تضاؤل فرصتهم في الفوز بالدوري المحلي بعد هزيمة الفريق مرتين في سبع مباريات. نقاط القوة ولكن الأهلي يبقى قادراً دائماً على تحقيق الإنجازات في ظل الظروف الصعبة، وأبرز نقاط قوته حارس مرماه المتألق عصام الحضري الذي برز في المباراة امام الترجي في تونس ورفض الإدلاء بأي حديث صحافي في جنوب افريقيا ليتفرغ للتركيز في المباراة. ويبدو هجوم الأهلي الأكثر فاعلية في البطولة الافريقية اذ سجل 19 هدفاً في 12 مباراة، لكنه يفتقد الليلة لنجمه الموقوف بيبو واحتمالات مشاركة هداف الفريق علاء ابراهيم قليلة بسبب سوء أدائه في المباريات الثلاث الأخيرة ضمن المسابقة، وسيعطي داسيلفا الفرصة لمحمد فاروق والسيراليوني تشيرنو وخلفهم سيد عبدالحفيظ في وسط الملعب. وتحيط باسم الأهلي هالة كبيرة في مبارياته الافريقية، لكن نتائجه خارج القاهرة غير جيدة، فخلال 47 مباراة له على مدى 35 عاماً، لم يفز إلا في 9 منها وتعادل في 16، وخسر 22 مباراة. صن داونز في الجانب الآخر، سيكون صن داونز "الجريح" ايضاً متحفزاً لفوز كبير امام جمهوره وعلى ملعبه، وهو لم يسجل في مبارياته الست في المجموعة الأولى الا هدفين ما يشكك في قدراته الهجومية، ولديه حارس مخضرم هو جون تلالي 33 عاماً ومدافع ممتاز هو ماتيو بوث العائد بعد ايقافه مباراة واحدة، ويعتمد الروماني تيد دوميترو المدير الفني للفريق على تشكيلة متوازنة في الوسط والدفاع ورصيده الافريقي محدود جداً، إذ شارك في 3 مسابقات فقط، ويسعى للقبه الأول في تاريخه. ويدير المباراة طاقم حكام دولي من بنين بقيادة كودجا كوفي.