هذه النبتة لا يكاد يخلو منها بيت في آسيا على وجه العموم. اصلها هندي وخرجت الى آسيا ومنها الى اوروبا. واسم الحبق الريحان العلمي Ocimum Basilium يقال بأنه مشتق من الكلمة الاغريقية Basilens اي الملك، ويقول باركنسون ان رائحة الحبق ممتازة وراقية لدرجة انها تليق ببيت الملك. وهناك رأي آخر بأن التسمية الملوكية للريحان جاءت من مزج الادوية والمراهم بالحبق لاضفاء الرائحة الطيبة للعلاجات التي تستعملها العائلة المالكة. الرأي ثالث غير محتمل وهو ان الاسم مأخوذ من كلمة Basilisk، وهي تعني مخلوقاً اسطورياً مخيفاً يقتل من نظرة واحدة - لأن الاوروبيين القدماء كانوا يعتقدون بأن هذه النبتة على علاقة بالعقارب - ويخبر باركنسون ان الريحانة اذا اهتزت بلطف اعطت روائح طيبة، واما اذا اهتزت بعنف وقوة فتولد العقارب. والصحيح ان العقارب تحب نبتة الريحان فهي تحاول ملازمتها. وازدادت الخرافة حتى ان الاطباء اعتقدوا بأن مجرد شم الريحان يولد عقارب في الدماغ ومنهم Mizaldus وHilarius وهو طبيب فرنسي كتب مؤكداً ان احد معارفه الشخصيين الذي اعتاد ان يشم الريحان تولدت لديه عقارب داخل دماغه. وهكذا نظر الغرب الى الريحان نظرة كراهية وخوف وسوء طالع وتشاؤم! وعلى عكس ذلك كانت نظرة الشرقيين للريحان فاعتبروه رمزاً للحب والصحة والعافية والخير، واستعمل قدماء الهنود الريحان في طبابتهم. وأكثر من ذلك قدّس قدماء الهنود نبتة الريحان في ديانتهم ونادراً ما كان منزل هندوسي يخلو من الريحان لاعتبارات كثيرة، معتقدين ان هذه النبتة تعقم وتحيي الاجواء وتزيل الملاريا واعتبروها الروح الطيبة التي تحمي العائلة. وحتى اليوم تدعو العقيدة الهندوسية الى وضع ريحانة على صدر الميت لاعتبار مهم وهو انها جواز السفر لدخول الجنة. يحتوي الريحان زيوت طيارة طيبة الرائحة اهمها الاستراغول وتانيلواسيد ومادة كافورية خاصة بالريحان. الاوراق الخضراء الغضة تستعمل منكهة للطعم في السلطات والكبة الخضراء وطبخة البامية، وللطبابة عصير الريحان وزيت الريحان النقي مئة في المئة. اضافة الى استعمال الريحان في الطبخ وفي إدخال النكهات الى الأطعمة والحساء. وكان هنالك مطعم مشهور في لندن يتميز بالمقانق التي يدخل في تركيبتها الريحان Fetter Lane Sausages. إلا ان لهذه النبتة فوائد طبية جلية فهي تعالج امراض الجهاز الهضمي، خصوصاً تشنجات المعدة والقيء وتكافح انقباض المعدة وتزيل النفخة وتنظم وظيفة الإمعاء وتساعد على الهضم وتنشّط عمل الكبد وتمنع كسله والريقان وتزيل الصداع. ومزج عصير الريحان بماء الحمام يعطي الجلد والبشرة طراوة ونعومة خاصة. كذلك تكافح نبتة الريحان الأمراض النفسية، فهي شجيرة مبهجة مفرحة بالرائحة والمنظر والمفعول وهناك استعمالات خاصة لزيت الريحان في المعالجة بطب الAromatherapy المسمى طب الروائح، حيث يدلّك المريض بزيت الريحان المخلوط بزيت الزوفا Hyssopoil او زيت الخطمية Marsh Mallow لمعالجة انواع التوتر والكآبة والإحباط. ويمكن الاستحمام بزيت الريحان بإضافة 5 الى 10 نقاط منه الى الماء او يمزج 5 نقاط من زيت الريحان في 10سنتم مكعب في زيت دوار الشمس او زيت اللوز، ويدهن به الصدر ويدلّك لمعالجة مشكلات الرئتين والالتهابات الصدرية، اضافة الى مكافحة نوبات الربو. ويعتبر الريحان مقوياً للأعضاء ويمكن استعمال زيت الريحان لمعالجة البواسير. ويدخل الريحان في المعالجات لتخفيف آلام الروماتيزم وفي معالجة الثآليل.