استأنفت اسرائيل ضغوطها العسكرية على السلطة الفلسطينية على رغم عقد اول اجتماع فلسطيني - اسرائيلي على مستوى رؤساء الاجهزة الامنية بطلب اميركي ومشاركة الموفد الاميركي الجنرال انتوني زيني، وعلى رغم حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها السلطة في صفوف الحركات والتنظيمات الفلسطينية، وقصف الجيش بطائرات من طراز "اف 16" مدينة عرفات للشرطة في غزة. وعقد الاجتماع الأمني بطلب ومشاركة اميركية فيما كانت مقاتلتان اسرائيليتان من طراز "اف 16" تقصفان مركز الشرطة الرئيسي وسط مدينة غزة، ما ادى الى اصابة 32 فلسطينيا بجروح مختلفة بينهم 16 شرطياً، وتدمير عدد من المباني تدميرا كاملا وتحويلها الى اكوام من الحجارة. وعقد الاجتماع الذي امتد ساعات قرب رام الله، على رغم قرار الحكومة الاسرائيلية في جلستها الاخيرة قطع اتصالاتها مع السلطة الفلسطينية. وكان زيني اتفق مع الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني على عقد هذا اللقاء بعد ضغوط هائلة مارسها اكثر من طرف على الجانب الفلسطيني. وجاء القصف الاسرائيلي الذي استخدمت فيه صواريخ لا يقل وزنها عن الف رطل وفقا لمصادر امنية فلسطينية، ليؤكد اصرار الحكومة الاسرائيلية برئاسة ارييل شارون على تقويض البنية التحتية للسلطة الفلسطينية ورموزها واضعاف مركز الرئيس ياسر عرفات شخصيا. وعقب القصف، توغل الجيش الاسرائيلي في قرية عبسان الكبيرة حيث شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طاولت مدير وكالة "وفا" للانباء حاتم ابو دقة الذي تعرض للضرب، بعدما حاصرت منزله لاعتقال شقيقه عضو اللجنة المركزية ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" عصام ابو دقة، لكنه استطاع الافلات. وقصف الجيش مخيم اللاجئين في خان يونس في قطاع غزة وتوغل في مدينة جنين ودمر عدداً من الطرق والبنية التحتية. ووصف نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني عمليات القصف والتوغل بأنها "ضربة اسرائيلية جديدة لجهود المبعوث الاميركي وجهود وزير الخارجية المصري احمد ماهر والجهود الدولية كلها". ولم يتوقف الطيران عن التحليق في سماء مدينة رام الله امس بعدما اعلنت اسرائيل انها ستستأنف عملياتها العسكرية في ضوء ما اسمته "مسرحية عرفات في شان الاعتقالات الوهمية". وكانت اجهزة الامن الفلسطينية نفذت حملة اعتقالات واسعة طاولت 200 ناشط من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" و"فتح". ووفقا لمصادر اسرائيلية، شملت حملة الاعتقالات حوالى ثلث الفلسطينيين الذين وردت اسماؤهم في القائمة وطالبت اسرائيل باعتقالهم. وقال وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ان عرفات اعتقل "عددا من المطلوبين، لكن يجب ان يعتقلهم جميعا". واضاف: "في النهاية، ان السيطرة على المجموعات المسلحة لا تعزز قوة اسرائيل فقط بل السلطة الفلسطينية". وشارك مئات الفلسطينيين في مدينة رام الله في مسيرة صاخبة احتجاجا على حملة الاعتقالات التي تنفذها السلطة وطالبوا باطلاق المعتقلين. وهتف المتظاهرون للوحدة الوطنية وتحريم الاقتتال الداخلي. واتهم المشاركون في التظاهرة شارون وحكومته بالسعي الى خلق مجابهة بين السلطة والشعب "للتخلص من الجانبين بحجر واحد".