لا شك ان هناك ايجابيات في "رؤية" وزير الخارجية الأميركي كولن باول حول قضية فلسطين، مع العلم ان هذه "الرؤية" لا ترتقي الى مستوى خطة جديدة لإيجاد حل شامل وكامل وعادل للقضية الفلسطينية. ومن هذه الإيجابيات حديثه عن محورية النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، والإقرار بأن الأراضي الفلسطينية أراضٍ محتلة، والدعوة لوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية لم تسلم من الضغوط السياسية لمصلحة إسرائيل، فقام 89 شيخاً بتوجيه رسالة الى الرئيس الأميركي جورج بوش يؤيدون فيها امتناعه من مقابلة الرئيس الفلسطيني السيد ياسر عرفات، ويحثونه على عدم الاعتراض على الإجراءات والممارسات الإسرائيلية الهادفة الى مقاومة "الإرهاب" الفلسطيني. ومن جانبها، دعت كوندوليزا رايس الرئيس الفلسطيني الى بذل قصارى جهده للقضاء على "الإرهاب" واجتثاثه من جذوره. ولو حاولنا استعراض هذه "الرؤية" بشكل سريع لوجدناها لا تحدد سقفاً زمنياً لحل هذه القضية. فتركت الأمور لاحتمالات كثيرة قد يكون اقلها عشر سنين اخرى للمفاوضات. ناهيك عن عدم كونها خطة شاملة كاملة محددة المعالم نضمن من خلالها الوصول الى التسوية النهائية العادلة، والمتمثلة بقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، وغير ذلك من مقومات الدولة المستقلة ذات السياسة الكاملة بموجب القوانين والأعراف الدولية. ومع كل ذلك، فإن شارون بعقليته الإرهابية الدموية يرحّب بمثل هذه الرؤية، ولكن على طريقته الخاصة التي تمثلت بالمزيد من التصعيد في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر تشديد الحصار، واقتحام الأراضي الفلسطينية، وهدم المنازل، وقتل المدنيين الأبرياء، ومنهم الأطفال الخمسة في خان يونس، والاغتيالات بطائرات "الأباتشي" الأميركية الصنع، وعدم السماح للمصلين بالوصول الى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة في شهر رمضان... وآخر الكلام: ردد زعماء الصهاينة مقولة هي: "اقتلوا العرب وقولوا آسف"، وما يجري الآن هو "اقتلوا العرب وقولوا ارهابيين". الرياض - زياد مشهور مبسلط كاتب فلسطيني