يعتبر الزعيم البشتوني حامد قرضاي او كرازاي باللهجة المحلية الذي اوكلت اليه في بون رئاسة الادارة الانتقالية في كابول، اكثر المرشحين اهلية وكفاية لشغل هذا المنصب. ويبلغ قرضاي من العمر 44 عامًا، وهو من مواليد قندهار معقل "طالبان" جنوب البلاد. طويل، اصلع وله لحية دهمها الشيب. ينحدر من قبيلة لها تاريخ عريق في الحقل العام وقريبة الى العائلة المالكة منذ القرن الثامن عشر وحتى حكم الملك السابق محمد ظاهر شاه. درس في كابول والهند حيث انهى دراسته الجامعية. وامضى فترة طويلة في الولاياتالمتحدة حيث يملك اقرباؤه سلسلة مطاعم في شيكاغو وسان فرانسيسكو وبوسطن وبلتيمور. يتحدث الانكليزية بطلاقة ويقيم علاقات وطيدة بالغرب، لا سيما واشنطن. ويعتبر من المنفتحين الذين يرتاحون بالزي الغربي وربطة العنق تمامًا كالزي التقليدي والعمامة. ويعرف بانه من محبي الرياضة الافغانية التقليدية "بوسكاشي" وهي عبارة عن لعبة صاخبة يتسابق فيها الفرسان لاصطياد ماعز. تولى قرضاي خلفًا لوالده عبد الحق، شؤون قبيلة بوبلزاي البشتونية المعروفة التي بدأ نفوذها يتعاظم في جنوبافغانستان. وكان والده نائبًا سابقاً، اغتيل في منفاه في مدينة كويتا الباكستانية، لدى خروجه من الجامع بعد اداء الصلاة. وفي الثما نينات، برز قرضاي في الحرب ضد السوفيات حين أسهم في امداد الجبهة بالمال والرجال من قبيلته، والتحق بالمجاهدين وسرعان ما اصبح قائدًا للعمليات في جبهة التحرير الوطني الافغاني. عاش جانبًا كبيرًا من حياته منفيًا في بيشاور شمال غربي باكستان. وفي عام 1992، عاد الى كابول ليشغل منصب نائب وزير الخارجية بعد سقوط النظام الشيوعي السابق برئاسة نجيب الله. ولكن عندما برزت الخلافات داخل حكومة برهان الدين رباني واندلعت معارك اودت بحياة 50 الف افغاني، خابت آمال قرضاي ففضل ان يستقيل. العلاقة مع "طالبان" وفي 1994، بدأت حركة "طالبان" نشاطها في قندهار فدعمها قرضاي خصوصًا انه كان يعرف معظم قادتها البشتون منذ ايام الحرب ضد السوفيات، آملا بان تضع هذه الحركة حدًا لحالة الفوضى التي كانت تمر بها البلاد. ولكن لم تمض أشهر قليلة حتى لاحظ وجود بعض الغرباء في الاجتماعات، وصفهم حينها ب "اليد الخفية للاستخبارات الباكستانية". لذلك، عندما عرضت عليه قيادة "طالبان" ان يمثلها لدى الاممالمتحدة، رفض معتبرًا ان قادتها ليسوا في الواقع سوى عملاء للاستخبارات الباكستانية. وكان ذلك اول خلاف علني له مع الحركة. ثم اخذت معارضته ل"طالبان" منحىً حادًا بعد اغتيال والده في 1999. ورغم أن أحدًا لم يعلن مسؤوليته عن عملية الاغتيال، كان حامد على يقين بان "طالبان" هي التي تقف وراء الجريمة. وقرر منذ ذلك الوقت ان يعمل على اسقاط هذا النظام متجاوزًا كل الاعتبارات القبلية. وفي منتصف تشرين الاولاكتوبر الماضي، عاد قرضاي الى افغانستان سعيًا وراء تأييد قبائل البشتون واستكمال الدعوات التي كان يطلقها من المنفى لعودة الملكية وانعقاد المجلس القبلي الافغاني "لويا جيرغا" لتقرير مستقبل البلاد. لكن حركة "طالبان" ظلت تلاحقه وتضيق عليه حتى اضطرته الى الفرار مجددًا الى باكستان. وعن مؤتمر بون الذي جمع مختلف الفصائل الافغانية، قال قرضاي: "انه طريق الخلاص. فنحن امة واحدة وحضارة واحدة. نحن متكاتفون لا منقسمون، فكلنا يؤمن بالاسلام، ولكن باسلام متسامح".