علمت "الحياة" من مصادر في القوات البشتونية المناهضة ل"طالبان" أن الغارات الاميركية في محيط قاعدة تورا بورا "لم تشهد المنطقة مثيلاً لها"، واسفرت عن سقوط العديد من الإصابات، خصوصاً في بلدة ووشنوي حيث يتحصن حوالى 1500 من اعضاء "القاعدة". واضافت المصادر ان المسؤول الأمني للمدينة التابع لتحالف الشمال، حضرة علي، تولى السيطرة على مطار جلال آباد الذي أقفل بشكل كامل أمام الحركة بعد وصول أربع مروحيات أميركية مقاتلة تستعد لشن هجوم بري على معاقل "القاعدة" في تورا بورا. واعلن مساء امس ان الهجوم بدأ فعلاً. وأبلغ ناطق باسم حضرة علي الصحافيين أن ألفين من انصار الاخير انطلقوا الى تورا بورا للاشتباك مع الأفغان والأجانب المتحصنين هناك، فيما قالت مصادر عسكرية باكستانية ل"الحياة" أن انتحارياً من حركة "طالبان" فجر نفسه في موقع أميركي قرب قندهار، ما أسفر عن اصابة عدد من رجال الكوماندوس الأميركيين. في غضون ذلك تحدثت مصادر أفغانية مطلعة عن لعبة تقاسم أدوار يمارسها قادة تحالف الشمال اوحت للمشاركين في مؤتمر بون بوجود خلافات بين الرئيس برهان الدين رباني والقادة الثلاثة الشباب في حزبه يونس قانوني وعبدالله عبدالله والجنرال محمد فهيم، غير ان مصادر المؤتمر اكدت ان رباني حاول اسقاط ترشيحي عبدالله وقانوني لمنصبين وزاريين في الحكومة الانتقالية التي يتوقع ان ترى النور مساء اليوم، ويرأسها حامد قرضاي الزعيم البشتوني الموالي للملك السابق ظاهر شاه. وقالت المصادر نفسها أن التحالف يسعى إلى الحصول على الوزارات السيادية الثلاث وهي الخارجية لعبد الله والدفاع لفهيم والداخلية لقانوني على أن يكون للثلاثة نواب من الشيعة، وذلك لتهميش دور قرضاي. وواجه الهجوم على قندهار انتكاسة، بعدما أعلنت قوات الحاكم السابق للمدينة غول آغا أن مقاتلي "طالبان" وانصارهم العرب شنوا هجوماً مضاداً عليها، ونجحوا في طردها من المطار الذي كانت تحاول السيطرة عليه. وقال وزير الدفاع في حكومة التحالف الجنرال محمد فهيم ل"الحياة" ان أيام حركة "طالبان" في قندهار والمناطق القريبة منها، باتت معدودة خصوصاً بعدما تبعثرت قيادتها وانفرط عقد مؤسساتها، فيما أكد الناطق باسم البحرية الاميركية الاميرال جون ستافلبيم ان القوات المناوئة ل"طالبان" تعزز مواقعها شمال قندهار وجنوبها، وبدأت في اختبار دفاعاتها. ولم يستبعد فهيم ان يتمكن بن لادن وانصاره من الفرار عبر سلسلة الجبل الابيض المؤدية الى مناطق محاذية للحدود مع باكستان اذ يستطيع الاختفاء لوقت طويل، مشيراً في الوقت نفسه الى ان عدد الاسرى العرب لدى التحالف ليس كبيراً. الى ذلك، نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية أمس ان 12 من كبار المسؤولين في "طالبان" فرّوا الى باكستان، حيث ينوون انشاء مجموعة من المنشقين المعتدلين. واشارت الصحيفة الى ان بين هؤلاء المسؤولين الحاكم السابق لولاية ننغرهار الملا عبدالقادر الذي يعتبر الرجل الثالث في نظام "طالبان"، ووزير التربية ملا أمير خان متقي والوزير المنتدب للشؤون الخارجية عبد الرحمن زاهد. مؤتمر بون وتوقع مسؤولون غربيون يحضرون مؤتمر بون اختتام أعماله اليوم، وأكد المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستان جيمس دوبينز ان الاطراف باتت قريبة من إقرار لائحة اسماء اعضاء "الادارة الموقتة"، بعدما أقرت وثيقة قدمها المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي حول تشكيل "الادارة الموقتة" و"اللجنة المستقلة الخاصة بالدعوة لعقد لويا جيركا" و"تأسيس المحكمة العليا الافغانية"، اضافة الى الطلب من مجلس الأمن الموافقة على تشكيل قوة دولية تابعة للأمم المتحدة "لمساعدة افغانستان في تأسيس قوى الأمن"، وتحويل كابول وضواحيها الى منطقة منزوعة السلاح. وبات شبه مؤكد ان يتولى قرضاي رئاسة "الادارة الموقتة"، فيما اكد الناطق باسم الأممالمتحدة احمد فوزي ان اتصالات عديدة أجريت بين بون وكابول لاقناع رباني باعطاء دعمه الضروري لانجاح المؤتمر. كذلك أعلن في بون ان وفداً يمثل "الادارة الموقتة" سيتوجه الى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان للطلب من مجلس الأمن ارسال قوة دولية الى افغانستان، فيما ينتظر ان يغادر الابراهيمي الى كابول لعرض نتائج المؤتمر على القيادة الافغانية.