استمرت كابول واسلام اباد في تقاذف كرة اسامة بن لادن. وبعدما قدم وزير الدفاع الافغاني الجنرال قاسم فهيم خان رواية جديدة لوجود زعيم "القاعدة" في باكستان، أكد الناطق العسكري الباكستاني الجنرال راشد قريشي أن بلاده ستعتقل بن لادن في حال دخوله باكستان، نافياً ان يكون المطلوب الاول في العالم في الاراضي الباكستانية. وكان الوزير الأفغاني قال أن ابن لادن أقام قاعدة في منطقة دير اسماعيل خان تحت حماية زعيم جمعية "علماء الإسلام" الباكستانية مولانا فضل الرحمن. في غضون ذلك قال الرئيس الاميركي جورج بوش امس ان الاولوية الاساسية للسنة 2002 هي مكافحة الارهاب بعدما كان 2001 "عام الحزن والإباء" اثر اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وقال في خطابه الاذاعي الاسبوعي ان 2001 "كان عاماً لن ينساه الاميركيون ابداً. لقد عانينا من خسائر ضخمة وحققنا وحدة جديدة. لقد تعرضنا للهجوم لكننا ردينا بسرعة". وقال بوش: "قبل كل شيء، العام المقبل يتطلب مواصلة التزامنا في الحرب ضد الارهاب، لا نعرف كم من الوقت سيتواصل هذا الكفاح، إلا أنه لن يكون له سوى نهاية واحدة: انتصار اميركا وقضية الحرية". واعرب بوش عن الأمل بأن يتوصل الكونغرس في العام المقبل الى اتفاق حول خطة تنشيط الاقتصاد التي كان رفضها مجلس الشيوخ، وحول مشروعه عن الطاقة. وقال بوش: "نتذكر عام 2001 بحزن وإباء ... لكن علينا ان نتطلع الآن الى الامام بعزم". ومن جانبه تعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، في رسالة وجهها لمناسبة العام الجديد، استئصال اتباع اسامة بن لادن وتقديم الدعم لحكومة افغانستان الجديدة. كما دعا الى محاولة جديدة لاحلال السلم في الشرق الاوسط. وحذر بلير في رسالته من ان الخطر الذي يشكله المتطرفون الاسلاميون لا يزال قائماً. وقال ان "ألوفاً كثيرة من الارهابيين تدربوا في معسكرات الارهاب في افغانستان وغادروها منذ وقت طويل ... ويتعيّن على المجتمع الدولي ان يبدي يقظة وتصميماً لاستئصالهم واغلاق شبكاتهم". وحض بلير البلدان التي تحالفت في اعقاب اعتداءات ايلول سبتمبر، على العمل من اجل الاستقرار في الشرق الاوسط. وقال: "حان الوقت لجهد منسق من اجل تحقيق السلام للشرق الاوسط". كما عبّر عن رغبته في ان تلعب بريطانيا دور جسر بين اوروبا والولاياتالمتحدة على المسرح الدولي. اتهامات ايرانيةلواشنطن الى ذلك اف ب اتهم مسؤول في الحرس الثوري الايراني البسدران في تصريحات نقلتها الصحف الصادرة أمس السبت الولاياتالمتحدة بالسعي الى التجسس على ايران انطلاقاً من قواعدها العسكرية في افغانستان. ونقلت صحيفة "ايران نيوز" عن محمد ذو القدر قوله "ان هدف الاميركيين مع وكالة الاستخبارات الاميركية سي آي إي من خلال تصرفاتهم في افغانستان هو تطويق الجمهورية الاسلامية واقامة قواعد في هذا البلد قصد التجسس على ايران وتدبير المؤامرات". واضاف القائد العسكريانه "بما ان انتاج النفط سيتوقف خلال العقود المقبلة في الخليج" فإن الولاياتالمتحدة "تسعى الى تأمين سيطرتها على النفط في المنطقة بتواجدها في آسيا الوسطى". وقال: "ان الولاياتالمتحدة نشرت جيشها في افغانستان وفي آسيا الوسطى بذريعة مكافحة الارهاب، ولكن هذا الجيش لم ينسحب ولن ينسحب ابداً من المنطقة بعد سقوط طالبان". في غضون ذلك أقدم عدد من مناصري حاكم هيرات الجنرال اسماعيل خان على قتل عدد من رجال الأعمال من مدينة قندهار بسبب خلافات عرقية بدأت منذ سقوط حركة طالبان ووصول الأقلية الطاجيكية إلى السلطة في هيرات. وعلمت "الحياة" من مصادر أفغانية مطلعة أن أحد القادة الميدانيين البارزين في ولاية كونار المحاذية لأفغانستان، ويدعى ملك زرين، دعا القوات الأميركية إلى تنفيذ ضربات وغارات على مناطق في الولاية يعتقد أن بعض الأفغان العرب يتحصنون فيها، فيما وصفت مصادر هذه الدعوة بأنها محاولة لابتزاز القوات الأميركية على غرار عمليات تورا بورا التي استغلها قادة محليون بشكل جيد من الناحية المالية. وفي خطوة رأى المراقبون انها تعكس تغيراً في موقف الحكومة الأفغانية الحالية تحدثت مصادرها عن وجود 2500 من الأفغان العرب في جبال بكتيا وبكتيكا وخوست جنوبأفغانستان من أجل تبرير الغارات الأميركية خصوصاً بعد رفض واشنطن دعوة الحكومة الافغانية وقف هذه الغارات. وكانت القبائل البشتونية في هذه المنطقة هددت بشن انتفاضة على حكومة حميد كارزي في كابول اذا واصلت الطائرات الأميركية غاراتها على أفغانستان والتي أسفرت عن مقتل العشرات في الأيام الماضية، في وقت يؤكد أهالي المنطقة خلوها من عناصر "طالبان" وتنظيم "القاعدة".